بعث كاتب الشرق الكبير الدكتور عبدالعزيز الدخيل رسالة تهنئة لرئيس التحرير جاء فيها: أخي قينان عندما طلبت مني وأنت تعد العدة لإصدار صحيفة سعودية جديدة، المشاركة في كتابة مقال أسبوعي كنت أنا تحت وقع متضادين، الأول هو تقديري الشخصي لك ويصعب علي رد طلب لصديق. أما الثاني وهو الأقوى والأهم هوعجبي كيف تبحرفي هذا البحر وموجه متلاطم تمشي فيه السفن الهويداء خوفا من الغرق أو الانشطار ؟ كنت أخشى عليك لكنني لم أقو علي البوح خصوصا وأنت ترفع الأشرعة للإبحار، قلت في نفسي ولنفسي أدفع بالتي هي أحسن واقبل الالتزام بالمقال ولكن ضع عليه شرطا قد يعفيك من طلبه وكان شرطي مسطرا في أول مقال لي في العدد الأول للصحيفة «أن يقبل المقال كله أو يرفض كله. لا تحريف ولاتصريف ولا انتزاع للشوك أو زرع للورود.» لقد أوفيت الوعد الذي لم يستطع عليه الآخرون من أول مقال وحتي تاريخه. نجاح الصحيفة فيما حققته حتي اليوم المائة من عمرها دون مجاملة أو مراء يعود في قراره وصلبه لرئيس التحرير لأنه العمود الفقري الذي تقوم عليه الصحيفة فيما يتعلق بقدرتها علي التعبير بصدق وبشكل مباشر وصريح عن القضايا التي تهم الوطن والمواطنين فمن دون هامتك العالية وإرادتك القوية وإيمانك برسالتك ماكان للصحيفة أن تحقق ما حققته اليوم كمنبر للكلمة الصادقة التي لاتخشى في الحق لومة لائم مع احترامي وتقديري لجهود كل العاملين ومقالات كل الكاتبين وأنا أحدهم أقول ذلك ولي مع رؤساء التحرير تجربة وخبرة أن كل من سلك مسلكك واتبع منهجك ووضع المصلحة العامة قبل الخاصة وتحمل المسؤولية لنشر وإعلان وإعلاء كلمة الحق سوف يصل إلي قلوب الناس ومعه صحيفته ومقاله. فهنيئا للصحافة السعودية بك وهنيئا ل «الشرق» برئاستك وهنيئا للوطن بشرق جديد.» رئيس التحرير: شكراً لأستاذنا الكاتب الكبير الدكتور عبدالعزيز الدخيل, فقد أمتعني وأسعدني وأخجلني وآلمني في وقت واحد. لقد امتعني واسعدني بإطرائه وثنائه وكما قال الشاعر « يهوى الثناء مقصر ومبرز «, ولعل ما أسعدني أكثر أن يكون هذا رأي الدخيل – وما أدراك ما الدخيل موضوعية وصدقاً – في صحيفة الشرق التي تشرفت بأن يكون من ألمع وأهم كتابها بوطنيته الصادقة, وعمق رؤيته, وجمال أسلوبه, وثراء ثقافته, وعظمة مواقفه أمّا أنه أخجلني وآلمني فلأنه ألبسني ثوباً أوسع من ثوبي, وزملائي وزميلاتي يعلمون أنني لست سوى واحد منهم, أسهم معهم بالرأي والمشورة والاقتراح مما قد يقبلونه أو يرفضونه, وأنهم هم من خطط ونفذ, وهم من يعمل وينتج فعلاً, وليس لي عليهم ولا على الصحيفة فضل يزيد على ما يؤديه أوسطهم. صحيح أنني – رئيس التحرير – لكنني بدونهم – يا دكتور عبدالعزيز- لا شيء...لا شيء، وهم –وهذه هي الحقيقة- بدوني كل شيء وأعظم من كل شيء.