أقامت أفرع الجمعية السعودية للثقافة والفنون وجهات أخرى في المملكة عدة مهرجانات سينمائية للهواة، وكان لها إعلام كثيف ومبهر يليق باسم السينما، لكن كل هذه الأفلام تأتي باجتهاد شخصي من قِبل مخرجيها، أو مؤسسات إنتاج، لكن لم تقُم صناعة سينما في المملكة لنعول عليها في تنمية مستدامة لهذا القطاع المهم، الشبيه بالممنوع في بلادنا، ونحن ننتظر تحول جذري لاقتصاد المعرفة واقتصاد الإنتاج الوطني بدل الإنتاج الريعي في رؤية 2030. السينمائيون في الرياض ليسوا استثناء، فقد أقاموا مهرجانهم الأول تحت مسمى مسابقة السينما، وهو اسم خجول، وعرضوا عدداً من الأفلام غير المشجعة في ظروف فنية سيئة، وتجهيزات بصرية وصوتية رديئة، وعرضت الأفلام الفائزة، وحضر الحفل سينمائيون، وكرّم رائد السينما السعودية الأستاذ عبدالله المحيسن، والأستاذ المخرج توفيق الزايدي، كما حضر نوح الجمعان، ومحمد القس وغيرهما من المشاركين والفائزين. وكانت ملاحظات الجمهور على رداءة أجهزة العرض بحيث لم يستطِع أحد رؤية التقنيات الفيلمية، أو يسمع الصوت، مع أنه لا نشك أن بعض هذه الأفلام إنسانية وتستحق المشاهدة. بعضهم اعتبر هذه هي التجربة الأولى؛ لكن بعضهم الآخر انتقد جمعية الثقافة والفنون في الرياض لتقديم مهرجان لم يكتمل، وسُئل أحد المنظمين الكبار عن سوء بعض الأفلام، وكيف تم فوزها، فقال لقد اخترنا أحسن السيئ. أخيراً، لم يكن بعض أعضاء اللجنة من المعروفين بالتخصص، وهذا أثار تساؤل بعضهم عن الخروج من دائرة الاجتهاد، والهواة وسينما المؤلف، إلى صناعة سينمائية استثمارية تكون سنداً لقضايانا، وجيوشنا وتعليمنا، وتدافع عنا في العالم بعد أن عرف خطر وسيلة السينما في التغيير.