جاء «تويتر» كمحصلة طبيعية لطفرة وسائط التواصل التقني المعاصرة، وبدأ مصطلح «الترند» يتردد مع كل تفاعل جماهيري عبر تويتر، ثم ما لبث أن أصبح مؤشراً على درجة سخونة بعض القضايا حتى إن بعض القنوات باتت تهتم بهذا «الترند» وتخصص فقرات أسبوعية لمناقشته وهو حق لها. لكن السؤال حول مدى الاطمئنان لهذا المؤشر في أولوية القضايا أو درجة الاهتمام بها ومدى تمثيلها رأي الشارع بشكل عام، لاسيما إذا ما نظرنا إلى عدد الذين يمتلكون حساباً في تويتر ومن ثم مدى تأهيلهم وثقافتهم ودرجة الوعي العام والإعلامي بتسييس بعض القضايا إما تسويقاً أو تحبيطاً أو توجيهاً للرأي أو تحقيقاً لمصلحة يراها أولو التأثير ممن يبادرون بإطلاق «الهاشتاق» ابتداء. إن استعراض بعض «الهاشتاقات» التي تجاوزت «الترند» العالمي يجعل طلب دراستها وتحليلها منطقيّاً خصوصاً في ظل تنامي ظاهرة السخرية أو «الطقطقة» التي بدأت تغمر السعوديين وتكشف عن روح ساخرة في تناول الحدث موضوع النقاش. لكنها قد تكون ذات آثار ممتدة لم يحسب حسابها بعض المشاركين لإحاطتهم بجانب من الصورة فقط دون استيضاح لما يترتب عليه من نتائج وتوجيه للرأي لأسباب عديدة لا تخفى على من يدرك أبعاد الأمور وحرفية صناعة الرأي. نبضة تفكر: لمعرفة «الترند» الجديد، عليك أن تركز على النصف الآخر لجبل الجليد!!