دارت معارك عنيفة في مدينة حلب أمس بين المدافعين عن المدينة وقوات الأسد وميليشيات إيران، وقالت شبكة شام الإخبارية إن الثوار شنوا هجوماً قوياً على معاقل الأسد في جمعية الزهراء، بدأوها بتفجير سيارتين مفخختين مسيرتين عن بعد، أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الأسد وتراجعهم عن بعض النقاط، كما تمكنوا من تدمير رشاش 14.5 بعد استهدافه بصاروخ موجه، كما استهدفوا معاقل الأسد في تلة الشيخ يوسف وبلدتي نبل والزهراء بصواريخ الغراد وقذائف المدفعية الثقيلة، محققين إصابات مباشرة. وأفادت الشبكة أن المعارك العنيفة تواصلت أمس في المدينة، وتمكنت قوات الأسد من استعادة السيطرة على مشفى العيون وأحياء القاطرجي وكرم الطحان والميسر، كما تدور معارك عنيفة في أحياء سيف الدولة وجب الشلبي والزيدية بحلب بين الثوار وقوات الأسد في محاولة من الأخير للتقدم والسيطرة، بينما يتصدى الثوار لجميع هذه المحاولات، ويكبدون قوات الأسد خسائر في العتاد والأرواح. وأشارت الشبكة إلى أن الطائرات الحربية والمروحية التابعة لروسيا والأسد شنت غارات جوية عنيفة على نقاط الاشتباكات وأحياء المدينة. من جهتها اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس أن عجز المجتمع الدولي عن مساعدة حلب «عار»، مشيرة إلى مسؤولية النظام السوري وداعميه الروسي والإيراني. وقالت في خطاب أمام مؤتمر حزبها «الاتحاد المسيحي الديموقراطي»، إن وضع «حلب عار، من العار أننا غير قادرين على إقامة ممرات إنسانية لكن يجب أن نستمر» في المحاولة. وانتقدت ميركل المجتمع المدني في بلادها، قائلة إنها أصيبت بالصدمة لرؤية عشرات آلاف الألمان ينزلون إلى الشوارع للتظاهر احتجاجاً على اتفاقات تجارة حرة لكن ليس للتظاهر تنديداً بإراقة الدماء في سوريا. وقالت «هناك شيء غير مفهوم هنا». وتابعت المستشارة الألمانية بأن العالم بحاجة لمعركة دولية منسقة ضد «التهديد الذي يشكله الإرهاب الإسلامي». وقالت «لكن بدلاً من ذلك تدعم روسياوإيران نظام الأسد في تحركه الوحشي ضد شعبه». وهدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، غداة فيتو بلاده ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لإعلان هدنة في حلب، مقاتلي فصائل المعارضة بالموت، وقال «إن على المقاتلين مغادرة حلب أو الموت». وقال «في كل الأحوال، إذا رفض أي كان المغادرة طوعاً، سيتم القضاء عليه. لا توجد خيارات أخرى». واتهم مقاتلي المعارضة بأنهم «خططوا بتعاطف (مع دول) أجنبية» لقصف مستشفى ميداني روسي قُتل فيه طبيبتان روسيتان، وأصيب عدد من الممرضين الروس والمدنيين السوريين. وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرلوت أمس من أن احتمال تقسيم سوريا يلوح في الأفق، متحدثاً عن جزء «سوريا المفيدة» الذي سيكون تحت سيطرة النظام وحلفائه، والآخر «داعشستان» تحت سيطرة تنظيم داعش. وقال إيرولت في مقابلة مع إذاعة «آر إف آي» «ليس لأن حلب ستسقط خلال أسابيع، سيتم حل قضية السلام». وقال الوزير الفرنسي «هناك منطق الحرب الإجمالي الذي يسعى للاستيلاء على كل سوريا المفيدة» التي تشمل غرب البلاد والمنطقة الممتدة من حلب إلى دمشق ومنطقة اللاذقية الساحلية ومدينة حمص. وتابع «هذا الوضع المأساوي سيزداد سوءاً». واعتبر إيرولت أن «هذه الفوضى تهدد الاستقرار في المنطقة ولا تسمح بالقضاء على تهديد داعش». وأضاف «مع هذه الحرب الشاملة، فإن تقسيم سوريا يلوح في الأفق، مع خطر تشكيل (داعشستان) بجانب سوريا المفيدة»، معتبراً أن «خطر التطرف والإرهاب سيبقى في هذه المنطقة».