استضافت إحدى القرى التراثية في منطقة نجران مؤخراً عددا من المهتمين بالفن التشكيلي، الذين يمتلكون سجلاً حافلاً في مجال الثقافة والفنون، وذلك لتقييم الأعمال المشاركة في مسابقة الأخدود التي تجسد التاريخ، وتهدف إلى تسليط الضوء على الإرث التاريخي لمدينة الأخدود في نجران من خلال أعمال فنية تشكيلية نفذها مجموعة من الفنانين والفنانات. وأوضح عضو بيت الفنانين التشكيليين محمد الرباط أن هذه الأعمال تساهم في اكتشاف وتنمية مواهب الشباب في المجالات الثقافية والفنية وتوجيه طاقاتهم التوجية الصحيح للاستغلال الأمثل. مشيرا إلى تعرفه بشكل جيد، خلال زيارته مدينة الأخدود، على ما تمتلكه المدينة من تراث تاريخي وطني مع وجود متحف للآثار يبرز المظهرين الحضاري والتاريخي لمنطقة نجران. وأضاف: «فيما يخص تقييم الأعمال؛ فقد وجدنا الفنانين تمكنوا من التوجه بشكل جيد لإخراج أعمالهم حسب أهداف المسابقة»، لافتاً إلى أهمية إقامة ورش عمل للفنانين، بإشراف ودعم من جمعيات الثقافة والفنون، وإعطاء الفرصة لهم للمشاركات خارج المنطقة. وأبدى التشكيلي عبدالله شاهر، إعجابه بالأعمال المشاركة، والمسابقة، ودعا إلى استمرار مثل تلك المسابقات وتطويرها إلى ما هو أبعد وأفضل، لأنها في النهاية تهدف إلى إبراز المخزون الكبير من الإرث التاريخي للوطن الذي يستحق المفاخرة به والمحافظة عليه. وزاد الفنان التشكيلي فهد خليف قائلا إن مسابقة الأخدود تعطي للمشاركين كما معرفيا وثقافيا، بأسلوب لوني ومهاري يفهمه الجميع، مبديا دهشته في الوقت نفسه، مما تمتلكه مدينة الأخدود من آثار ونقوش على الأحجار ومعالم للبناء العمراني والاحترافية في طريقة قص الأحجار، التي مر عليها آلاف السنين. وقال إن مدينة نجران تملك، بالإضافة إلى آثارها التاريخية، جمالاً معمارياً وتنظيماً، يدفع الزائر إلى تكرار زيارته لها مرات ومرات. من جهته قال عضو اللجنة السياحية بمجلس الغرف التجارية دلامه آل حيدر إن مسابقة «ملحمة الأخدود» الفنية التشكيلية هدفت في المقام الأول، إلى تحقيق جزء بسيط من أهداف «رؤية المملكة 2030»، من خلال إحياء مواقع التراث الوطني، وإظهار إرث نجران التاريخي والسياحي، وتجسيد وتوثيق موقع وحادثة الأخدود التاريخية، بلغة يفهمها كل العالم، من خلال الفن التشكيلي، بريشة فناني وموهوبي نجران. وأضاف أن من أهداف المسابقة أيضا، تسليط الضوء على مدينة الأخدود ونجران إعلاميا لدعم السياحة، وهي محاولة بسيطة لدعم الجهود الكبيره لهيئة السياحة والتراث الوطني وعلى رأسها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز ومنسوبي الهيئة في فرع نجران، الذين يقدمون الشيء الكثير لدعم السياحة بالمنطقة، كما نثمن جهود جمعية الثقافة والفنون لدعم الفنانين التشكيليين. لافتا إلى أن الجائزة تمر الآن بمرحلة التصويت، التي يساهم فيها الجمهور بواقع 20 درجة لكل عمل من خلال حساب الجائزة بمواقع التواصل الاجتماعي.