أثناء تصفُّحي إحدى الصحف المحلية قرأت فيها العنوان التالي: الشورى يواجه التعليم: مخرجات الجامعات ضعيفة و«الناشئة» تستقطب متدني المستوى. سأتحدث في هذا المقال عن بعض الشواهد التي رأيتها خلال فترة ابتعاثي، والتي تدعم ما قاله مجلس الشورى تجاه مخرجات بعض الجامعات. أول مثال يدعم ما قاله مجلس الشورى لوزارة التعليم هو لشخصين رأيتهما بنفسي متخرجين في جامعتين ناشئتين مختلفتين في تخصص اللغة الإنجليزية. فالأول حاصل على معدل جيد جداً، والآخر حاصل على معدل ممتاز مع مرتبة الشرف ومعيد في نفس الجامعة، بعد وصولهما إلى أمريكا عُقد لهما اختباران في معهد اللغة من أجل تحديد مستواهما في اللغة الإنجليزية، وكانت المفاجأة أنه تم وضع كليهما في المستوى الأول (مبتدئ) من أصل تسعة مستويات، على الرغم من أن تخصصهم لغة إنجليزية في مرحلة البكالوريوس! مثال غيره في تخصص آخر، شخص أتى إلى أمريكا مرافقاً وحاصلاً على بكالوريوس في الهندسة من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بتقدير متدنٍّ. وبعد أن استوفى جميع شروط القبول التي كانت أعلى من غيره بسبب تدني تقديره في مرحلة البكالوريوس تم قبوله وبدأ دراسة الماجستير متزاملاً مع شخصين آخرين متخرجين في جامعة ناشئة بمعدل ممتاز ومعيدَين ومبتعثَين من جامعتهما. وكانت المفاجأة هي أن هذا الشخص ذا المعدل المتدني أصبح يقوم بتدريس هذين المعيدين أساسيات تخصص الهندسة التي درساها في البكالوريوس. وغيرهم من طلاب في تخصصات أخرى وجامعات أخرى حاصلين على معدلات مرتفعة لكن لا تعكس مستواهم الحقيقي، الحقيقة كما يقول المثل الشعبي أن (الشق أكبر من الرقعة)، وحتى نعالج هذا الخلل الكبير يجب أن تقوم هيئة تقويم التعليم بدورٍ كبير من خلال فرض رقابة صارمة وممنهجة على مثل هذه الجامعات الناشئة. مثلما هو مطبق في هيئة التخصصات الصحية، حيث إن المتخرج في بعض الكليات الصحية الأهلية والخارجية وبعض من الحكومية يخضع لاختبار يقيس مدى إلمامه بتخصصه، وفي ضوء نتيجة هذا الاختبار يُمنح رخصة ممارسة المهنة الصحية، فهيئة تقويم التعليم يجب أن تحذو هذا الحذو. فعند مقارنة معدل الطالب الجامعي مع نتيجة اختباره في الهيئة سنعرف جودة مخرجات هذه الجامعة التي تخرج فيها الطلاب، وستقودنا هذه الخطوة إلى التعرف على كفاءة وجودة القسم العلمي الذي تخرج فيه هؤلاء الطلاب، بما في ذلك أعضاء هيئة التدريس والمناهج وطرق التدريس فيه.