في قصص الثلاثيات الفريدة التي يمكن أن تبرز على الساحة الإعلامية والسياسية في السعودية لا يمكن أن نتجاهل 3 شخصيات شكلت مثلث الأمن الوطني وهي شخصية كل من وزير الخارجية عادل الجبير والمتحدث الرسمي باسم قوات التحالف في عاصمة الحزم اللواء أحمد عسيري ومندوب المملكة الدائم في الأممالمتحدة عبد الله المعلمي. هذه الشخصيات التي قفزت لتفرض نفسها على وكالات الأنباء العالمية والعربية ليس لأنها قامت باختراع جديد يسجل للمرة الأولى في سماء هذا العالم أو لأنها قدمت نموذجا خارقا لقوانين الطبيعة بل لأنها تمكنت من تكوين نموذج إعلامي مشرف للرد على حالة التأهب والاستنفار التي تستهدف السعودية وتحاول اقتناص الفرص في وضع الأسئلة المحرجة وتوجيه التهم وتلفيق الحقائق وانتظار حالة التهرب والارتباك من قبل هذه الثلاثية التي شكلت درعا إعلاميا حقيقيا للرد على كافة المغرضين ومستغلي الفرص والاصطياد في الماء العكر ممن يريدون تحقيق أجندات خاصة وتسديد سهم مباغت للسياسة السعودية أو الوصول لهدف تحقيق العجز عن الرد أو الإحراج لتحقيق مكاسب سياسية. فمن منا لم يتابع ردود الجبير الآنية والمفحمة وإيضاحات أحمد عسيري الحاضرة التي تؤكد حالة من الثقة والمعرفة والمصداقية من منا لم يستمع لمواجهات المعلمي المشرفة في المحافل الدولية وردوده الواثقة. هذه النماذج الثلاثة التي يجب أن نستفيد من خبراتها في توجيه الإعلام السعودي نحو دعم الأمن الوطني بقوة الإعلام والرد على كافة التهم والاختلافات بإعلام موجه وحاسم يصل إلى كل مكان في العالم باللغة التي يفهمها الأصدقاء قبل الخصوم لقد استطاع هؤلاء الثلاثة تقديم نموذج إعلامي احترافي وكأنهم تخرجوا من أهم الأكاديميات الإعلامية تمكنوا من حالة تشكل الفهم والوعي والتوجيه وتخطي المخاطر وتشكيل الصورة الذهنية عن الحدث والرد عليها. ومن هنا لا يمكن لأحد أن يتجاهل دور الإعلام فهو السلاح الأمضى في هذا العصر ولمعرفة جميع الدول بهذه الأهمية تجند كافة طاقاتها لتغيير بوصلة الرأي العام نحوها وهذا ما يجب أن تلتفت إليه وزارة الثقافة والإعلام السعودية من استحضار القوة الإعلامية وتوجيهها نحو دعم الأمن القومي في كافة طروحاتها الإعلامية وأن تتجاوز إشكاليات الحوار الداخلي إلى رحابة العالم بتناول وتفصيل وتفنيد مجريات الأحداث والرد عليها من خلال استراتيجية منظمة للدبلوماسيات السعودية التي ينتظر منها أن تقدم الكثير والكثير في حالة خطابنا مع الآخر وتحاورنا معه بالشكل الذي يحقق تطلعاتنا في توجيه الصورة السعودية ولا أعتقد أننا نعجز عن كافة معطيات هذه التجربة من بدايتها وإلى نهايتها فالخبرات والعقول والميزانيات والتركيبة الإعلامية جاهزة لتقديم هذا النوع من الإعلام فقد كشفت دراسة أمريكية أن إيران تصرف على الإعلام الأمريكي قرابة 950 مليون دولار سنويًا من أجل تشويه دول الخليج، وتحسين صورتها لدى الرأي العام الأمريكي وهذا ما يجب التركيز عليه خلال هذه المرحلة من توجيه إعلام الأزمات ورصد المتغيرات نحو المصلحة السيادية لهذا الوطن.