18 شهراً من النزاع المحتد في اليمن بين قوات التحالف والانقلابيين في اليمن لعودة الشرعية، والاستقرار اليمني بعيداً عن التدخلات الخارجية والهيمنة التي تطمح لها الدولة الفارسية في اليمن.. وقد بدأت فجر اليوم الخميس هدنة إنسانية بعد تصعيد حاد استمر في النزاع خلال ال 10 أيام الماضية، أدى لمزيد من القتل والدمار، ونزولاً عند رغبة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ الذي يسعى جاهداً لحل توافقي ينهي هذه الحرب ويوقف هذا الدمار الذي استمر طيلة ال 18 شهرا الماضية. وستعتبر هذه الهدنة فرصة لأن تستمر في حالة لم يمارس الرئيس المخلوع والحوثيون طبيعتهم السابقة في عدم الالتزام بالهدنة القابلة للتجديد وتسوية النزاع في اليمن، حيث شكك كثير من المراقبين السياسيين بأن الحوثيين سيحترمون المواثيق التي سبق لهم أن نقضوها خلال اجتماعات الكويت في شهر أبريل الماضي حيث سجلت 20 ألف اختراق للهدنة السابقة وذلك بإشراف أممي، ولكن اليوم حيث أصبح هناك اختلاف ميداني بين مفاوضات الكويت 1 و2 الماضية، حيث إن الجيش الوطني متقدم في معظم الجبهات، في أعتاب العاصمة صنعاء وفي تعز والضلع وصعدة وبعض المناطق ما يجعله أكثر قدرة على عدم السماح للانقلابيين بتنفيذ أي خروقات مثل السابق. وقد تكون هذه الفرصة السانحة لأن يعود للمفاوضات ويوافق على الشروط السابقة التي تم التوافق عليها من جميع الأطراف والابتعاد عن التمسك بالحرب وخرق الهدنة الذي تدعمه الجهات الخارجية لبقاء الحوثيين متحكمين في مناطق نافذة، ولابد من عودة اليمن إلى وجودها المتكامل ضمن الخارطة السابقة والتعامل مع الدول الجارة باحترام متكامل دون أي تهديدات يمكن أن تأتي من الجهات المدعومة من الخارج التي تريد منافذ لها وسط الجزيرة العربية. وهذا ما يجب أن يفكر فيه جميع اليمنيين بالطرح الذي تقدم به رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد وأن يعودوا لبناء يمن جديد وإقامة دولة اتحادية والتمسك بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني واعتبارها من الثوابت الملحة لتحقيق الغايات المنشودة للشعب اليمني والعودة إلى يمن مستقر يتم المساهمة من قبل جميع الدول الداعمة لإعادة إعماره والتفكير في الاستقرار بدلاً عن الحرب التي شردت وقتلت كثيرا من الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا ذنب لهم في هذه الحرب التي دمرت اليمن وجعلته يعود مئات السنين للوراء.