واصل نظام بشار الأسد أمس قصف شرق مدينة حلب ما أودى بحياة 25 مدنياً على الأقل، فيما أفادت الأممالمتحدة بعدم وصول أي مساعداتٍ إلى الداخل السوري خلال نوفمبر. واستهدف قصف شرق حلب أحياء عدَّة بينها المعادي والأنصاري والصالحين ومساكن هنانو وبستان الباشا والفردوس، بالطائرات الحربية والمروحية والقذائف. والمدينة، التي تعد مركز محافظةٍ شمالية تحمل الاسم نفسه، مقسَّمة منذ 2012 بين شطر شرقي مع المعارضة وغربي تحت سيطرة قوات الأسد. وقَّدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد قتلى قصف أحياء الشطر الشرقي الخميس ب 25 مدنياً على الأقل. وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 11 مدنياً وسقوط عشرات الجرحى. وذكر مراسلٌ ل «فرانس برس» في الأحياء الشرقية أن «القصف هدأ ليل الأربعاء» لكن «الغارات تجددت عند العاشرة من صباح الخميس». ووفقاً له؛ تخلَّلت القصف غارات وبراميل متفجرة وراجمات صواريخ، فيما استهدفت إحدى الغارات مركزاً للدفاع المدني في حي باب النيرب دون وقوع إصابات. يأتي ذلك فيما أظهرت صورٌ للوكالة نفسها تعرُّض بلدة دوما، الموالية للمعارضة قرب دمشق، إلى قصف جوي مماثل الخميس. وبعد توقفٍ لنحو شهر؛ استأنف النظام الثلاثاء الماضي القصف الجوي على شرق حلب، تزامناً مع إعلان روسيا حملة عسكرية واسعة النطاق في محافظتي إدلب وحمص (وسط). ووثَّق مرصد حقوق الإنسان، منذ ذلك الحين، مقتل حوالى 65 مدنياً في الأحياء الشرقية. في سياقٍ متصل؛ لفت مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إلى مقتل 6 مدنيين على الأقل من عائلة واحدة بينهم طفلان في إدلب (شمال)؛ إثر قصفٍ جوي روسي استهدف أمس قرية كفر جالس في الريف الشمالي للمحافظة. وكانت الطائرات الروسية قصفت كفر جالس مساء الثلاثاء أيضاً، متسببةً في مقتل 7 مدنيين بينهم طفلان. وأفاد مراسل ل «فرانس برس» في القرية أن الغارات استهدفت الحي ذاته الذي قُتِلَ فيه مدنيون الثلاثاء. وتحدث المراسل عن حركة تنقل قليلة جداً، ونقل مشاهدته لبعض الأهالي يشاركون في دفن القتلى في المقبرة وآخرون يحملون أغراضهم للخروج من مناطقهم هرباً من التصعيد العسكري. في الوقت نفسه؛ لفت أحد أبناء القرية، ويُدعى سليمان زنون، إلى عدم وجود أي مقر عسكري للفصائل المعارضة فيها، مبيِّناً أن سكانها بدأوا النزوح بعد الضربة الثانية. وأبلغ زنون، وهو عشريني، «فرانس برس» بقوله «استهدف الطيران الحربي، بعد صلاة العشاء الثلاثاء، بيوت المدنيين، واليوم (أمس) استهدفهم مجدداً قبل صلاة الظهر» و»استُشهِدَ في المجزرة الثانية أفراد من عائلة واحدة هي آل شاهين». وكانت فصائل معارضة حررت كامل محافظة إدلب في صيف 2015. في سياقٍ آخر؛ قُتِلَ 25 شخصاً أمس جرّاء انفجار سيارة مفخخة استهدف أحد مقار حركة «نور الدين زنكي» المعارِضة في مدينة أعزاز قرب الحدود التركية. وأفاد عضو المكتب السياسي في «نور الدين زنكي»، ياسر اليوسف، ب «استشهاد 25 شخصاً من مدنيين وعسكريين إثر انفجار سيارة مفخخة قرب مقرٍ للحركة في أعزاز في ريف حلب الشمالي». ونشرت الحركة صوراً لجثث وُضِعَت في أكياس بلاستيكية سوداء مصفوفة على رصيف. وتنشط «نور الدين زنكي» بشكلٍ رئيسي في محافظة حلب. وأكد رامي عبد الرحمن استهداف «مستودع ذخيرة» للحركة في أعزاز، متحدثاً عن «مقتل 10 مقاتلين على الأقل وسقوط عشرات الجرحى». فيما اتهم اليوسف تنظيم «داعش» الإرهابي بالوقوف خلف التفجير، قائلاً «الكيفية والأسلوب يشيران إلى داعش وبصماته واضحة». وبين الحين والآخر؛ تشهد أعزاز، التي تعد أبرز معاقل الفصائل المعارضة في حلب، تفجيرات بسيارات مفخخة تبنَّى بعضها «داعش». وفي ريف المحافظة الشمالي الشرقي؛ تدور معارك عنيفة منذ حوالي 3 أشهر بين التنظيم الإرهابي وفصائل سورية معارضة مدعومة من قوات تركية. ووصلت تلك الفصائل منذ أيام عدة إلى تخوم مدينة الباب آخر معقل للتنظيم في المحافظة. وعلى الصعيد الإغاثي؛ أعرب بيان ٌ لفريق الأممالمتحدة المعني بالمساعدات الإنسانية الموجَّهة إلى سوريا عن الأسف ل «عدم وصول أي مساعدات إنسانية إلى المناطق السورية المحاصرة خلال شهر نوفمبر الجاري». وجدد الفريق، في بيانٍ له بعد اجتماعٍ أمس في جنيف، التزامه بإيصال المساعدات الأممية غير المشروطة إلي جميع المحتاجين في سوريا بطريقة آمنة ومستدامة ودون عوائق، بما في ذلك حلب الشرقية المحاصرة من قِبَل النظام.