أزمة النفط الحالية تلقي بظلال سوداء على الاقتصاد السعودي الهش في هيكله، البسيط في تنوعه، وحقيقة أننا لم نستفد من أزمات كبرى بدأت في عهد الملك فيصل، عندما كنا نريد تحييد النفط عن اقتصادنا، وكنا شجعانا في فرض إرادتنا من أجل السلام – حتى لو وصفت هذه الخطوة بالتهور- ثم أعقب ذلك تدهور أسعار النفط في الثمانينات وتوقف عجلة التنمية بشكل كبير، حتى أن مشاريع كانت على وشك التشغيل توقفت إلى سنوات بسبب عدم وجود ما يسد مصاريف التشغيل، ومازال مستشفى الخليج بالدمام ماثلا أمام عيني في حقبة الثمانينات التي جئت فيها لجامعة الملك فهد ثم تخرجت فيها وهو منتهي البناء متوقف التشغيل لم يستفد منه إلا بعد تخرجي بسنوات، الآن نحن لا نريد أن يخوفنا أحد أو أن ينبهنا أحد بأننا أمام أزمة خانقة ستأكل الأخضر واليابس، وقد غضبنا من نائب وزير الاقتصاد في هبة شعبية بمواقع التواصل عندما قال: إننا قد نقترب من الإفلاس. إن من يريدون أن يمكثوا في غفلتهم مثل من يشعر بآلام مبرحة ويذهب للطبيب ويقول: أرجوك لا تخبرني بأن لدي علة ما. أعتقد أننا يجب أن نكون شجعانا في مواجهة الظرف الحالي وشفافين ومتشاركين مواطنين وحكومة في الخروج من أزمتنا بسلام، بل إننا يجب أن يكون شعارنا حتى في خضم المحنة التفاؤل، لا أشك لحظة أن مرحلة الركود هذه ستكون خيرا لنا إذا ما أحسنا التشارك بكل القطاعات، مواطنين وحكومة في امتصاص المؤثرات والتبعات، وإدارة ما يحدث من تداعيات، وتقديم الأولويات بما يشبه التخفف من أحمال القارب الذي تتقاذفه الأمواج في البحر.