تعادي إيران جيرانها، وتبرم التحالفات ما وراء المحيطات في أمريكا اللاتينية مع نيكاراجوا وفنزويلا وبوليفيا وكولومبيا وكوبا والإكوادور، وشهدت هذه العلاقات تطوّراً كبيراً في عهد أحمدي نجاد. وتأخذ إيران من محاربة الإمبريالية غطاء لتحالفاتها هذه، والملفت للانتباه هو عدم وجود آثار اقتصادية مُجدية في وقت تضخ فيه إيران مليارات الدولارات لبناء محطات كهرباء ومصانع الإسمنت ومصحّات ووحدات سكنية وتمنح القروض لهذه الدول رغم إدراكها استحالة إرجاعها! وحول العلاقات الإيرانية مع الدول المذكورة، عقدت لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي، وحدّد الخبراء في شأن أمريكا اللاتينية الأهداف الإيرانية في توسيع دائرة حلفاء إيران لفك عزلتها الدولية، والسعي للتظاهر بالدور الريادي في مواجهة الإمبريالية؛ كمحاولة منها للتستر على سلوكها المعادي للشعوب والأمم، وزرعها الفتن وخلق الاضطرابات وإخلالها بأمن واستقرار المنطقة، ومنحها الصبغة الثورية في مواجهة الاستكبار العالمي. وتهدف إيران إلى الالتفاف على العقوبات الدولية، وقد فشلت في ذلك، والدليل هو عدم نجاح مشروع إقامة بنك إيراني – فنزويلي لمواجهة العقوبات المالية. أما الهدف الأهم يكمن في السعي الإيراني للوصول إلى مجموعات مسلحة متطرّفة والاستفادة من إمكانياتها ونفوذها في الولاياتالمتحدة، كمنظمة «فارك» أو «الجيش الثوري الكولمبي» الذي يعد نفسه ممثلاً للمزارعين، إلا أن هذا الجيش قد تحوّل إلى عصابات تخطف المواطنين المحليين والأجانب والمطالبة بالفدية من ذوي المختطفين. وعزّزت إيران وذراعها المتمثل بحزب الله اللبناني علاقاتها الواسعة مع منظمة «فارك» التي تنشط في مجال زراعة وترويج المخدّرات، ولديها علاقات واسعة مع عصابات المخدّرات النافذة في الولاياتالمتحدة، ممّا يعني إمكانية القيام بأعمال إرهابية كاغتيال الدبلوماسيين وإحراج الأخيرة وتهديد حكوماتهم في آن واحد.