كشف تقرير لمركز أبحاث أميركي معروف عن وجود شبكة تعاون بين «حزب الله» اللبناني ومجموعات تهريب مخدرات وعصابات جرمية في أميركا اللاتينية وخصوصاً في كولومبيا وبوليفيا، وأفاد بأن هذا التعاون زاد في السنوات الأخيرة وبسبب علاقة إيران بفنزويلا. وتحدث عن مردود يتخطى ال12 بليون دولار من عمليات التهريب للنظام الإيراني. وتحت عنوان «حروب الجرائم: العصابات، الكارتيلات، والأمن القومي الأميركي»، أصدر مركز الأمن القومي الأميركي تقريراً مفصلاً بعمليات التهريب التي تجرى في جنوب القارة. وحذر من تنامي خطورة هذه النشاطات الى درجة يجعل منها اليوم «تهديداً للولايات المتحدة وحكومات غربية». وتحدث التقرير الذي أعده الكولونيل المتقاعد روبرت كيلبرو والباحثة جنيفر برنال، عن «رابط جديد بين الإرهاب والجريمة»، ورصد «دور «حزب الله» وعلاقته بمجموعات أبرزها القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) كنموذج فاعل لرابط كهذا». ونوه بأن «فارك» والتي يقدر عدد عناصرها بسبعة آلاف شخص وهي متمردة على الحكومة الكولومبية، تحصل على 100 مليون دولار من الاتجار بالمخدرات سنوياً، ولفت الى «تعاون بين فارك وحزب الله». وذكر التقرير بعملية «تيتان» التي أنهى المحققون الأميركيون والكولومبيون العمل عليها في تشرين الأول (أكتوبر) 2008 وتم توقيف 130 عنصراً خلالها ومصادرة 23 مليون دولار و360 كيلوغراماً من المخدرات (معظمها من الكوكايين). ومن بين المعتقلين لبنانيون، وعلى رأسهم كما ذكر التقرير شكري حرب المتهم أيضاً بغسل أموال وإيصال تبرعات الى «حزب الله» عبر شبكة من المسلحين والمهربين تمتد من باناما الى هونغ كونغ. وأفاد التقرير بأن التعاون حصل أيضاً بين «فارك» ومهربين على صلة ب«القاعدة» في منطقة المغرب. وخصص التقرير جزءاً «لدور النظام الإيراني» في هذه الشبكات، مشيراً الى أن إيران تهرب ما مقداره 12 بليون دولار في السنة وتحت إشراف ومظلة الحرس الثوري الإيراني. ويشير الى أن إيران «بنت شبكة تسهيلات في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي أكثرها في فنزويلا وفي الإكوادور وبوليفيا ووسط أميركا وبناما». وتهدف الى «تهريب المخدرات والألماس» وتمويل «مجموعات إرهابية» عبر ذلك. ولفت التقرير الى زيادة هذه الأعمال في الفترة الأخيرة، وبسبب العلاقة المتحسنة بين الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز والقيادة الإيرانية. وأشار الى أنه بدءاً من آذار (مارس) 2007 يقوم الطيران الإيراني برحلات الى فنزويلا تتوقف في العاصمة السورية دمشق. كما أفاد بأنه وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 «اعترضت السلطات التركية 22 شحنة بحرية تزعم نقل «قطع جرارات» متجهة من إيران الى فنزويلا وتضمنت مواد كيماوية لصناعة المتفجرات وأخرى للمختبرات». ولفت الى أن عناصر من «الحرس الثوري يعملون في فنزويلا لإدارة بعض المصانع هناك». ويدعو التقرير الولاياتالمتحدة الى اتخاذ إجراءات مكثفة للتعاون مع الحكومات الصديقة في أميركا اللاتينية وتقوية مؤسسات المجتمع المدني في أكثر من 14 دولة تعمل فيها هذه الشبكات اليوم، وقطع الطريق على التمدد الإيراني عبر هذه الشبكة في جنوب القارة. وكان تقرير آخر لمؤسسة «راند» الأميركية اتهم قبلاً «حزب الله» بالقيام «بنشاطات تهريب وقرصنة وتزوير في مثلث حدودي في أميركا اللاتينية، تقوده شبكات لبنانية محترفة وتمول الحزب سنوياً بحسب التقرير بما يعادل 20 مليون دولار».