هناك أصابع خفية تلعب في العلاقات الدولية وتسعى إلى الخراب والدمار، والمراقبون المنصفون يحذرون المجتمعات من الانسياق وراء ما يثيره ضعفاء النفوس في وسائل التواصل الاجتماعي، وبعضهم يجدها فرصة ليشعل حربا كلامية بين هؤلاء وهؤلاء ثم يأتي الإعلام المأجور بكل غبائه وانتهازيته ليؤجج الرأي العام من حيث يدري ولا يدري ويشعل فتيل الحرب الإعلامية بين أطراف هامشية لا ناقة لها ولا جمل، وهناك فئة تسارع بحماس للدفاع عن رموزهم الوطنية، ولا ملامة عليهم فاللوم على من يغذيهم بالحقد والغل والحسد ويستخدم طرقا ملتوية للوصول إلى الأهداف التي تخدم المشاريع المحتقنة في إثارة المجتمعات العربية وإشعال النار في صدورهم لتتناحر وتتقاتل ويسيل ماء وجوههم وتسيل دماؤهم. رسالة مخلصة أوجهها للشعوب الشقيقة في (مصر ودول مجلس التعاون الخليجي) الأعداء يتربصون بكم، لم ولن يعجبهم تحالفكم ووقوفكم صفا واحدا في وجه الظلم والجبروت والطغيان، الأعداء يشعرون بألم الصفعات التي تتلقاها وجوههم، يسعون جاهدين لتفكيك تقاربكم، فيزرعون الفتنة بينكم، ويتغلغلون في أوساط المجتمعات المسالمة ليؤججوا نار العداوة والبغضاء فلا تمنحوهم فرصةً للنيل منكم، ولا كوةً يدلفون منها لإثارة البلبلة بينكم، فالتاريخ يشهد بأننا لم نجد ما يثير حفيظة الشعوب العربية على بعضهم إلا والهدف فك اللحمة العربية وتشتيت الجهود والعبث بالمقدرات، والعدو هو المستفيد الوحيد. كثيرة هي الأزمات المفتعلة بين البلدان العربية ولكن الثقة في الوعي العربي أكبر من الأزمات وأكثر قدرة على احتواء المشكلات وإن اختلفت الآراء السياسية فذلك طبيعي، وصحي جدا، فلكل بلد سياساته وآراؤه، ولا يعني ذلك إذا لم تكن معي فأنت ضدي، وعلى طبقة المثقفين أو النخبة في البلدان العربية دور كبير في التوعية المجتمعية والابتعاد عن التعبئة بما يثير حفيظة الشعوب، فهم يستطيعون بث روح الوحدة وإذكاء الشعور الوطني في كل البلاد العربية لأنها كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد، والإعلام الواعي يستطيع أن يقلم أظافر الموتورين وأصحاب المصالح المعادية للشعوب في البلدان الشقيقة. الموضوع في غاية الخطورة، عندما ينزلق المثقف العربي وراء (هاشتاق) مغرض أو يبحث عن هفوة أو سقطة أو مزحة فيروج لها على أنها إساءة لوطنه أو لرمز من رموزه، بينما يتصدر المشهد كثير من الترهات التي بحاجة إلى تنقيتها من الشوائب. هناك عبارات كانت للتندر (الإخوة الأعداء.. الأشقاء الغرباء.. الأعدقاء)، لكننا لم ندرك المخططات التي تهدف إلى تحقيق هذه العبارات وتدمير العلاقات العربية، وفي كل مرة يبحثون عن سبب لإثارة الفتنة، والشواهد كثيرة ليس النفط أولها ولن تكون الانقسامات الطائفية آخرها، فالمشروع مستمر ولن يعدم الأعداء حيلة لتفتيتكم، فيا شعوب العرب اتحدوا فأنتم مستهدفون واحذروا من أعدائكم في الداخل والخارج اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.