قال تعالى: ﴿لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً﴾. بعضهم يضحي بوقته، والآخر بماله، ولكن هل يمكن أن يضحي الإنسان بحياته؟ لا شك أن قانون التضحية بات نادراً، فالتضحية تسكن فقط وجدان كل البشر الطيبين، وقليلون الذين يعرفون قانون التضحية، وأقل منهم الذين يطبقونه في حياتهم، كما أن التضحية نسيج رائع من القيم، تجمعت فيها معاني خيوط التعاون والانتماء والحب والتسامح واليقين والإخلاص، ففي ظل ما نعانيه من فقدان الإنسانية في زمننا هذا وافتقاد الأمل في إيجادها يخرج إلينا «سطام مرسال السبيعي العنزي» أحد موظفي شركة أرامكو وابن المملكة العربية السعودية، ليضرب مثلاً من أروع صور التضحية وليثبت أن تلك الأرض هي مهد الإنسانية، فالإنسان الذي يصل لمرحلة من الصفاء الروحي كتلك التي وصل إليها سطام لهو الأجدر بأن يُرفع اسمه مرفرفاً في عنان السماء، فقد اقتحم النيران التي شبَّت في إحدى المحطات الخاصة بمعالجة النفط بالرياض في شركة أرامكو، وأنقذ زملاءه بكل فدائية غير مبالٍ بحياته التي كان من الممكن أن يفقدها، كل ذلك في سبيل إنقاذ إخوانه وزملائه في العمل، حتى أصيب بحروق بالغة في اليدين والوجه. إنني ورغم حزني الشديد على ما أصاب «سطام السبيعي» فخور بأن تلك العملة النادرة من الإنسانية موجودة في أبناء وطني، وكم شعرت بالفخر بأن للوطن أبناء يضحون من أجله ومن أجل أبنائه، كما أحببت أن أسلط الضوء على من يستحق التكريم، وهذا الأمر لا يأتي اعتباطاً ولا يكرم إلا من هو أهل لذلك. إنني أوجه وألفت الأنظار هنا وحتى لا يفوتنا تكريم ذلك البطل الشجاع، فلا شك أن المرء يشعر بقيمة عمله وجهوده المبذولة وهو على قيد الحياة، فالتكريم يُدخِل السعادة على قلب كل شخص، فهو رمز لتقدير ما قام به من عمل بتضحية وإيمان، سواء للوطن أو لزملائه، حفظ الله المملكة وشعبها. همسة: شعب المملكة الأصل… لابد من تكريم ذلك البطل الذي أثبت أن الإنسانية وُلدت على تلك الأرض…