في ليلة من ليالي الرباط الزاهية في جامعة الشعر الإنساني الخالدة (مهرجان الدبلوماسية الثقافية للشعر) تباهى الحرف بوشاح الإبداع من خمس وعشرين دولة، ليصافح كل نبض مرهف وذائقة مفعمة بالحس الأنيق بالرغم من اختلاف اللغات وتعدد الجنسيات (الشعر يجمعنا) في ليلة ثارت فيها القوافي والكلمات، لتتغلغل إلى قاع الأعماق بعطر أجمل الأمسيات، لتحيا الروابط الإنسانية والإخاء بالأمل والآمال وتمنح عيون العشاق والعابرين على ضفاف الحنين ضوءا مبهجًا يطرز الشعر بالكلمات على ابتسامات الحضور ويزدهي بقلائد الصدور المغلقة بالصمت، ليقدم أسمى وأجمل معاني التقدير والوفاء ويتهلل المساء بوجدانية الشعراء والشاعرات المبدعين في مدينة الرباط. كان لقاء ثقافياً حضارياً جميلاً لأننا تعرفنا على شعراء وشاعرات من أنحاء العالم. وتحقق الهدف من روابط العلاقات الإنسانية والارتقاء الفكري لتنوع الثقافات، فأي حضارة لابد لها من الإيمان بالمتغيرات الجمالية والرقي بالأخلاق والأفكار لا للصراعات والتعصب. فالشعر هو سلاح عظيم يمتلكه الإنسان بين يديه للقضاء على النزاعات والصراعات والتشوهات الموجودة على كوكبنا.. قال أحد الشعراء الإيطاليين ( أعلم أن الشعراء يحركون الأنهار بفكرهم ويعرفون كيف يتحدثون مع السماء، فالشاعر يتحدث عن غروب الشمس وشروق الشمس والأعشاب والرموز والحب والمرأة والحياة، ويتحدث عن الإنسان أيضاً ومشكلاته الكبيرة وعن حروبه ومجاعاته وعن الاستغلال والعبودية).