قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس إن حزب العدالة والتنمية الحاكم سيعرض على البرلمان قريباً خططه لزيادة سلطات الرئاسة ليمهد الطريق بذلك أمام استفتاء قالت المعارضة القومية إنها لن تعترض عليه. ويريد الرئيس رجب طيب أردوغان منذ فترة طويلة تطبيق نظام رئاسة تنفيذية في تركيا على غرار النظام الأمريكي أو الفرنسي قائلاً إن البلاد بحاجة إلى قيادة قوية. ويخشى خصومه أن يؤدي هذا التغيير إلى مزيد من السلطوية. وقال يلدريم للصحفيين في أنقرة قبل اجتماع لحزب العدالة والتنمية في البرلمان: «نحن في حزب العدالة والتنمية سنطرح على برلماننا العظيم اقتراحنا الذي يتضمن التعديل الدستوري والنظام الرئاسي». وعندما سئل متى سيحدث ذلك قال «بأسرع ما يمكن». وقالت الحكومة الأسبوع الماضي إنها ستستأنف الجهود الرامية إلى تغيير الدستور بعد أن أشار حزب الحركة القومية وهو أصغر أربعة أحزاب في البرلمان إلى أنه لن يعارض إجراء استفتاء على هذه القضية. وساهم هذا الإعلان في هبوط الليرة التركية إلى مستوى قياسي مع شعور المستثمرين بقلق من تجدد الغموض السياسي في بلد أجرى أربعة انتخابات عامة خلال العامين والنصف الماضيين. وقال دولت بهجلي زعيم حزب الحركة القومية اليميني في كلمة أمام نواب حزبه في البرلمان إن «حزب الحركة القومية يفضل استمرار النظام البرلماني لكنه لا يرى أيضا مشكلة في سؤال الشعب عن رأيه». مضيفا: «إذا طرح حزب العدالة والتنمية خططه على البرلمان وأخذ في اعتباره مبادئنا وحساسياتنا فأعتقد أنه سيتم تحقيق نتيجة معقولة». وأوضح بهجلي أنه سيترك لنواب حزبه الذين يشغلون 40 مقعداً في البرلمان حرية التصويت على مسألة التغييرات الدستورية مما يعني أنهم قد يؤيدون خطط حزب العدالة والتنمية. ويتطلب أي تغيير في الدستور موافقة ما لا يقل عن 367 نائباً في البرلمان المؤلف من 550 عضواً لإجازته مباشرة و330 نائباً لطرحه في استفتاء. ويشغل حزب العدالة والتنمية 317 مقعداً. وقال يلدريم إن الحكومة ستسعى إلى إجراء استفتاء على الرئاسة التنفيذية مهما كان حجم التأييد الذي حصلت عليه في البرلمان. وأضاف: «يجب على الجميع تنحية طموحاتهم الشخصية والمصالح الحزبية جانبا». ويعارض أكبر حزبين معارضين وهما حزب الشعب الجمهوري العلماني وحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد تطبيق نظام رئاسة تنفيذية وأظهرت بعض استطلاعات الرأي معارضة ِغالبية الأتراك هذا التغيير.