أعلن رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الجمعة "تحرير" سنجار (شمال العراق) من سيطرة تنظيم داعش تزامنا مع دخول قوات البشمركة الكردية المدينة التي تمثل المعقل الرئيسي للأقلية الإيزيدية في العراق. وقال بارزاني خلال مؤتمر صحافي عقد في سنجار "في هذا اليوم التاريخي سجلت قوات البشمركة ملحمة تاريخية وأنا هنا للإعلان عن تحرير سنجار" التي وقعت تحت سيطرة المتشددين في أب/اغسطس 2014. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أعلن في تونس في وقت سابق أنه "واثق" من أن المدينة ستتحرر "خلال أيام". وجاء ذلك، ساعات قليلة بعدما قال مجلس أمن إقليم كردستان العراق إن قوات البيشمركة الكردية نجحت في تأمين عدد من المنشآت الاستراتيجية ببلدة سنجار الشمالية، الجمعة، في إطار هجوم على عناصر تنظيم "داعش". وأضاف في تغريدة على "تويتر": "انهزمت داعش وتفر". وتابع أن البيشمركة نجحت في تأمين صومعة سنجار ومصنع للأسمنت ومستشفى وعدة مبان عامة أخرى. وكان مجلس أمن إقليم كردستان العراق قال في تغريدة مسبقة على "تويتر" إن قوات البيشمركة الكردية دخلت بلدة سنجار "من جميع الاتجاهات" اليوم الجمعة لتبدأ تطهير البلدة العراقية من التنظيم المتطرف. وذكرت وكالة "رويترز" أنه يمكن سماع إطلاق نار كثيف في البلدة فيما هبط المقاتلون من التل المطل على البلدة من ناحية الشمال وبعضهم يحمل قذائف صاروخية على كتفيه. وبدت سنجار مدمرة بشكل شبه كامل بما في ذلك عدد كبير من المنازل والمحال التجارية، وسيارات محطمة بينها عسكرية كانت لمسلحي التنظيم في الشوارع، وفقاً لوكالة "فرانس برس". وكان الأكراد قد تمكنوا بمساعدة الضربات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة من فصل سنجار من ناحيتي الشرق والغرب أمس الخميس في هجوم استهدف "داعش" من شأنه أن يمنح قوة دفع لجهود هزيمة التنظيم لمتشدد. وكانت وكالة "رويترز" قد أفادت بأن المئات من القوات الكردية يدخلون البلدة سيراً على الأقدام وفي طريق رئيسي، بينما أفاد مراسل قناة "العربية" بأن قوات البيشمركة اقتحمت المباني الحكومية وسط سنجار. دخول العملية يومها الثاني وتواصل قوات البيشمركة، لليوم الثاني على التوالي، تضييق الخناق على من تبقى من تنظيم "داعش" داخل مدينة سنجار، بدعم من ضربات متواصلة لطيران التحالف الدولي، بعد أن تمكنت قوات البيشمركة من تحرير نحو 150 كيلومترا أمس الخميس ضمن حدود قضاء سنجار معقل الإيزيديين غرب الموصل، بحسب ما أفاد به مراسل قناة "العربية" بالعراق. و أفادت مصادر رسمية من سنجار غرب الموصل بأن قوات البيشمركة الكردية اقتحمت 5 معسكرات للجيش السابق جنوب سنجار كان "داعش" يتحصن فيها، والأخير يقوم بحملة إعدامات لعناصره الفارة من سنجار. وقطعت قوات البيشمركة مدعومة بضربات جوية لطائرات التحالف خطاً أساسياً لإمدادات تنظيم "داعش" مع سوريا وذلك في هجومها الكبير الذي تشنه لاسترداد سنجار من الإرهابيين. وتقع سنجار على خط أساسي لامدادات تنظيم "داعش" يربط بين الموصل معقله في العراقوسوريا حيث يسيطر على مناطق واسعة. وسيشكل قطع هذا المحور ضربة كبرى للعناصر الإرهابية في مجال نقل المقاتلين والمعدات بين شمال العراقوسوريا. بدء عملية التطهير وأعلنت قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة أن "وحدات البيشمركة نجحت في إقامة مواقع إغلاق على طول الطريق السريع 47 وبدأت بتطهير سنجار". وكان اللواء هاشم سيتايا أحد ضباط البيشمركة أعلن الخميس أن "القوات الكردية استعادت عدداً من القرى المحيطة بالمدينة من الجانب الشمالي". من جهته، صرح المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الكولونيل ستيف وارن أن "هذا جزء من عملية عزل الموصل المعقل الرئيسي للتنظيم في شمال البلاد"، مشيراً إلى أن "مدينة سنجار تقع على الطريق السريع 47 وهو طريق رئيسي ومهم للإمدادات" لأنه يربط الموصل بسوريا. واضاف أن "السيطرة على سنجار ستمكننا من قطع خطوط الاتصال ونعتقد أن ذلك سيسمح بتحجيم قدرتهم على الحصول على الإمدادات (...) وسيشكل خطوة مهمة في نهاية المطاف لتحرير مدينة الموصل". رمزية استعادة سنجار وتمثل استعادة سنجار التي سيطر عليها تنظيم "داعش" قبل عامين وشن حملة قتل وحشية واستعباد واغتصاب للنساء الأيزيديات، انتصاراً يرتدي طابعاً رمزياً كبيراً. وفي اعتراف نادر، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن القوات الأميركية التي تقدم النصح للأكراد قريبة جداً من الجبهة لرصد مواقع الجهاديين وطلب غارات جوية. وقال الناطق باسم البنتاغون بيتر كوك للصحفيين إن الجزء الاكبر قوات التحالف بقادة الولاياتالمتحدة وراء خطوط الجبهة يعمل مع القادة الأكراد "لكن هناك بعض المستشارين على جبل سنجار يساعدون في انتقاء اهداف الغارات الجوية". وأضاف: "انهم ليسوا على خط التحركات مباشرة لكنهم قادرون على رؤيته"