أكد وزير الخارجية، عادل الجبير، أن تبنّي أي تشريعاتٍ أحاديةٍ تقوِّض مبدأ سيادة الدول يعد انتهاكاً واضحاً لمبادئ القانون الدولي. وحذَّر، أمس، من أن هذا التبنيّ قد يؤدي إلى تبنّي دول أخرى مثل تلك القوانين، مما يوجِد فوضى عارمة في المجتمع الدولي. وشدد الوزير، في كلمةٍ أمام مؤتمر القمة الثانية لمنتدى حوار التعاون الآسيوي، على الأهمية التي يوليها القانون الدولي لمبدأ سيادة الدول وحصانتها من الخضوع للقضاء الوطني لأي دولة. وعلى هامش القمة التي انطلقت أمس في بانكوك؛ التقى الجبير رئيس وزراء البحرين، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ورئيس وزراء تايلاند، برايوت تشان أوتشا. وجرى خلال اللقاء الثلاثي بحث تعزيز التعاون بين الدول الآسيوية خدمةً للمصالح المشتركة وفي إطار أهداف منتدى الحوار. في ذات السياق؛ عقد الجبير وآل خليفة لقاءً ثنائياً استعرض العلاقات بين البلدين والتنسيق والتشاور حيال مستجدات القضايا الإقليمية والدولية. ويرأس وزير الخارجية وفد المملكة المشارك في مؤتمر القمة، التي تُعقَد تحت شعار «آسيا واحدة.. قوى متنوعة» بمشاركة قادة 33 دولة. وأشار الجبير، في كلمته أمام المؤتمر، إلى تأييد المملكة رؤية حوار التعاون الآسيوي لعام 2030. وعبَّر عن استعدادها للمشاركة بفاعلية في معظم المحاور المقترحة لبلورة تلك الرؤية إلى برامج ووضعها موضع التنفيذ، ملاحظاً اتساق «رؤية المملكة 2030» مع الرؤية الآسيوية في السعي نحو تحقيق نمو اقتصادي شامل ومتوازن في جميع المجالات. وكان المؤتمر افتُتِحَ بكلمةٍ لرئيس وزراء تايلاند شدد فيها على ضرورة التنسيق بين دول القارة الآسيوية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية لتعزيز التكامل المشترك. ودعا أوتشا الدول الأعضاء في منتدى الحوار إلى تشكيل مجموعات عمل اقتصادية في القارة لبناء اقتصاد قوي ومتنوع وسريع التطور ولمواجهة مختلف التحديات. وإلى جانب جلساتها الرئيسة؛ تتضمن فعاليات القمة عدداً من ورش العمل، تشارك فيها مجموعةٌ من خبراء المال والتمويل المصرفي والبنوك. ويعود إطلاق منتدى حوار التعاون الآسيوي إلى عام 2001 من تايلاند، وعُقِدَت على الأثر 10 اجتماعاتٍ على مستوى وزراء الخارجية، كان آخرها في الكويت عام 2012. واعتبر أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أن العمل الآسيوي المشترك ما زال دون مستوى الآمال والتطلعات و»لا يعكس أهمية محيطنا الآسيوي بحدوده المترامية وحجمه البشري». وشدَّد، في كلمةٍ له أمام القمة الثانية للحوار، على أهمية العمل الجماعي لمواجهة التحديات الجسيمة والأخطار التي توجه دول القارة، ومنها الحروب المدمرة والفقر وتدني مستوى الرعاية الصحية والأميَّة والمشكلات البيئية والنمو السكاني. ورحَّب الشيخ الصباح بانضمام تركيا ونيبال إلى عضوية الحوار لتسهما في دعم العمل الجماعي من أجل مستقبل مشرق للقارة. وأشار إلى إدراك بلاده أهمية محيطها الآسيوي، مؤكداً عملها على الارتقاء بالعمل المشترك لدول القارة، علماً بأنها احتضنت الأمانة العامة للحوار خلال السنوات الثلاث الماضية.