بدأت أمس المعركة على كرسي الرئاسة فى مصر بشكل رسمي مع فتح باب الترشُّح للمنصب، وتقدَّم رئيس الوزراء الأسبق المحسوب على نظام حسني مبارك، الفريق أحمد شفيق، بأوراق ترشُّحه للجنة العليا للانتخابات كأول مرشَّح رئاسي يدخل السباق رسمياً. فى الوقت نفسه، رفضت لجنة الانتخابات تسلُّم أوراق ترشُّح وزير الخارجية الأسبق، عمرو موسى، من مدير حملته الانتخابية، سعيد زعتر، دون تقديم ثلاثين ألف توكيل من المواطنين أو تأييد ثلاثين عضواً في البرلمان. فى غضون ذلك، تجمهر عددٌ من الراغبين في الترشُّح أمام مقر اللجنة المشرفة على الانتخابات لاشتراطها تقديم ثلاثين ألف توكيل موثَّق من مصلحة الشهر العقاري قبل قبول أوراق الترشُّح.وقال أحد المرشحين المستقلين للرئاسة، ويُدعى محمد مرسي أبو العباس، إنه سيؤسس جبهة من مرشحي الرئاسة المستقلين لمواجهة الشروط الهزلية التي حدَّدتها اللجنة المشرفة على الانتخابات، على حد قوله. ومن ناحية أخرى، بدأ عددٌ من المرشحين إطلاق حملات لجمع التوكيلات من مؤيديهم، حيث طلبوا من المواطنين التوجُّه فوراً إلى مكاتب الشهر العقاري في مختلف المحافظات، لإصدار التوكيلات ثم تسليمها لمقار الحملات الانتخابية. واستغل مرشحو الرئاسة صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي لحشد مؤيديهم، حيث نشر أغلبهم البيانات الخاصة بهم، والتي سيستخدمها المواطنون في ملء نموذج «2ب انتخابات رئاسة» في مصلحة الشهر العقاري. واستنكرت حملة المرشَّح الرئاسي المحتمل، حمدين صباحي، ما أسمته تعنت مكاتب الشهر العقارى فى استلام التوكيلات واشتراطها ضرورة حصول مقدم التوكيل على صورة البطاقة الشخصية للمرشَّح، وقامت الحملة بتحميل صورة البطاقة الشخصية ل «صباحي» على المواقع الإلكترونية للتسهيل على المؤيدين. بدوره، أكد أحمد شفيق، عقب التقدُّم بأوراقه أمس، أنه سيعتمد على أصوات الأسر المصرية ولن يترشَّح عن تيار معين. ورفض شفيق إطلاق وصف المرشَّح التوافقي على رئيس المجلس الاستشاري منصور حسن. وعن احتمالية ترشُّح مدير المخابرات السابق، اللواء عمر سليمان، علَّق «شفيق» قائلا «لا أعرف إن كان سيترشَّح أم لا، لكن حتي لو ترشَّح فهذا لن يؤثِّر على فرصي». وقلل شفيق من أهمية الاعتماد على أصوات حزب سياسي بعينه، واعتبر أنه لا يمكن لحزب أن يضمن لمرشَّح أكثر من مليوني صوت من أصل خمسين مليون صوت في الكشوف الانتخابية. وأوضح شفيق أنه لن يعلن برنامجه الانتخابي إلا بعد إعلان جميع المرشحين برامجهم، وتوقع ألَّا تختلف البرامج الانتخابية للمرشحين، وتابع «البرامج كلام نظري، المهم القدرة على التطبيق وهذا ما تحسمه الخبرة، وأنا الأقدر لسابق خبرتي».وانتقد رئيس الوزراء الأسبق قرار حظر الدعاية الانتخابية حتى ثلاثين أبريل المقبل، لكنه قلل من احتمالية تأثيره سلباً على فرصه. من جانبه، وصف النائب البرلماني اليساري وأحد المرشحين الرئاسيين، أبوالعز الحريري، ما يتردد عن اختيار منصور حسن كمرشَّح توافقي ب»الصفقة التي ستعيد نظام مبارك»، واتَّهم الإخوان المسلمين والسلفيين بالاشتراك فيها مع المجلس العسكري السلطة الانتقالية في البلاد، معتبرا منصور حسن «رجلا أتى من الظلام».