على ما يبدو أن الأمريكان رفقاء الأمس «أعدقاء اليوم» لم يفرقوا بين المسرحية الهزلية والمسرحية والتراجيدية، التي تتكون من أساسيات وتكنيكات وقواعد ونص محكم محبوك بأنامل «سيناريست» محترف، قبل أن يظهر لنا مسرحية «جاستا» الهزلية، التي صيغت بأسلوب سامج في رائحة الاستغلال والابتزاز. فعلى ما يبدو أن حُمّى الانتخابات أثرت على المشهد الأمريكي «كونجروسيا»، و«بنتاجونيا»، «وأوباميا»، فكل منهما كما يقول إخواننا المصريون «الكل يخبط في التاني»، والكل منهما يريد أن ينفد بجلده وماما في جلده ويكيل التهم للآخر. الكونغرس الأمريكي يصدر قانوناً يدين السعودية «العدالة ضد رعاة الإرهاب» (جاستا)، الذي يسمح لعائلات ضحايا الهجمات الإرهابية على إثر أحداث 11 سبتمبر، ويرفض الفيتو الذي قدمة الرئيس «أوباما» بمقابل صوته الوحيد وهو الرئيس لأكبر دولة في العالم، ماذا يسمى هذا؟. أمريكا الدولة الراعية لكل إرهاب في العالم، التي قتلت ودمرت وفجرت وذبحت وشتتت وسلخت وقصفت أمريكا التي كما يذكر كتاب الجرائم الأمريكية في 100 عام لعبدالحميد بن عبدالستار، إن هذا الكتاب كفيل بأن يجعل محاكم العالم كلها تدين أمريكا وإجرامها، فلو فتح هذا الباب على إدانة الأمريكان فلكل دولة لها جريح وقتيل بسبب العنجهية الأمريكية، أما تلك الأحداث السمجة والمسرحية الهزلية 11 سبتمبر، فهي عبارة عن مسرحية تافهة صاغها مطبخ جورج دبليو بوش للهيمنة علي الدول والنفط والاقتصاد، فقد حذرت السعودية قبل الأحداث بعامين من وجود شخصين ممن نفذوا العملية وأبلغت الأمريكان عنهم ولكن الأمريكان لم يلتفتوا لذلك، فكما يقول الفنان عبدالحسين عبد الرضا في مسرحية سيف العرب «والله مطبوخة».