على مدى أشهر؛ ظلَّ الصياد اليوناني، ستراتيس فالاميوس، يخرُج بقاربه إلى البحر لا ليصطاد السمك ولكن فقط لينتشل الناس من المياه. ويوماً تلو الآخر؛ ظلَّت القوارب المطاطية المكتظة باللاجئين والمهاجرين تحاول عبور الطريق البحري القصير المحفوف بالمخاطر من تركيا إلى اليونان حتى مع حلول الشتاء واشتداد الرياح. وذكر فالاميوس الذي أصبح أحد المرشحين لنيل جائزة نوبل للسلام «كان الوضع أشبه بمنطقة حرب». ويعيش هذا الصياد في قرية سكالا سيكامنياس الصغيرة المطلَّة على البحر في جزيرة ليسبوس التي وصل إليها أكثر من 800 ألف شخص فروا من الحروب والصراعات في الشرق الأوسط ومناطق أخرى خلال 2015. وقال فالاميوس «هناك المصابون وهناك القتلى.. أحضرنا كثيراً من الأطفال الرضع هنا .. وماتوا بين أذرعنا». ولا يعرف أحد على وجه الدقة كم عدد الأشخاص الذين أنقذهم هذا الصياد وغيره من السكان المحليين من الغرق، لكن يُعتقَد أنهم مئات. ورشح أكاديميون يونانيون واللجنة الأولمبية اليونانية فالاميوس مع آخرين من سكان الجزيرة لنيل جائزة نوبل للسلام. وجرى اختيارهم رمزيّاً ليمثلوا كل اليونانيين والمتطوعين الذين ساعدوا اللاجئين، علماً أن الفائز بالجائزة سيُعلَن اليوم في أوسلو. وليسبوس التي تبعد بمسافة تزيد قليلاً عن 4 أميال من الساحل التركي كانت خط الجبهة الأمامي في أزمة اللاجئين في أوروبا العام الماضي. وفي ذروة الأزمة؛ كان يصل نحو 3 آلاف شخص إلى شواطئ الجزيرة يوميّاً. وأبلغ فالاميوس صحفية في «رويترز» قائلاً «تخيلي أن تكوني هنا وتشاهدي أطفالاً غرقى على الشاطئ». وبدا أن هذه الأيام مضت بعد الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، في مارس الماضي، على إغلاق الطريق البحري، فلم يعد يصل سوى عدد قليل جدّاً من المهاجرين أسبوعيّاً. رغم ذلك؛ لم يعد بمقدور فالاميوس وغيره من الصيادين في كل مرةٍ يتوجهون فيها إلى البحر تحاشي البحث بين الأمواج بحثاً عن أي قوارب تحتاج إلى المساعدة. واعتبر ثاناسيس مرمرينوس (63 عاماً) بينما كان يصلِّح شباك الصيد الخاصة به في الميناء أن «الجزيرة تستحقها»، في إشارةٍ إلى جائزة نوبل للسلام. لكن على الصعيد الشخصي؛ لا تمثل الجائزة قيمةً كبيرة له. وأبانت اللجنة، التي رشحت سكان ليسبوس للجائزة، أنهم إذا فازوا فسوف تذهب المكافأة المالية، وقدرها 930 ألف دولار، إلى المستشفيات التي تعاني من ضعف الإمكانات. وبالنسبة لفالاميوس ومرمرينوس وآخرين في القرية؛ فإن «نوبل» لن تحدث تغييراً كبيراً. وقال فالاميوس «يوم الجمعة عندما يمنحون جائزة نوبل فسوف تستمر القذائف في السقوط وسيظل الناس يُقتَلون»، وكان يشير إلى سوريا.