وقع الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير أمس وثيقة شراكة استراتيجية قال بيان رئاسي مصري إنها »تجسد العلاقات الوثيقة الممتدة» بين مصر والسودان. ووصل البشير إلى القاهرة في وقت سابق أمس، ورأس مع السيسي اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين الدولتين العربيتين الجارتين التي تنظر بشكل دوري في تعزيز علاقات القاهرة والخرطوم. وهذه هي المرة الأولى التي تعقد فيها اللجنة العليا المشتركة بين البلدين على المستوى الرئاسي. ولم يتسن الحصول على نص (وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والسودان) لكن البيان الرئاسي المصري قال إنها «ترسم الأطر اللازمة لإحراز التقدم في شتى مجالات العلاقات الثنائية». وتربط مصر والسودان علاقات تجارية حجمها السنوي مئات الملايين من الدولارات. ويوم الخميس الماضي بدأ التشغيل التجريبي لميناء أرقين البري على الحدود المصرية السودانية، وقالت مصر إن الميناء سيعزز بعد تشغيله تجارياً علاقاتها مع دول إفريقية، بالإضافة إلى جارتها الجنوبية. وميناء أرقين البري هو ثاني منفذ حدودي بين مصر والسودان بعد ميناء قُسطل الذي افتتح العام الماضي. وعلى مدى الأيام الماضية عقد مسؤولون مصريون وسودانيون كبار اجتماعات في القاهرة مهدت لاجتماع اللجنة العليا الذي وقع بعده السيسي والبشير وثيقة الشراكة الاستراتيجية. وشهد الزعيمان العربيان بعد ذلك توقيع وزراء مصريين وسودانيين على اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية غطت مجالات تشمل التعاون السياسي والأمني والدبلوماسي والاقتصادي بجانب التعليم والزراعة والثقافة والصحة والرياضة والسياحة. وفي وقت لاحق حضر السيسي والبشير في مدينة الإسماعلية -إحدى مدن قناة السويس- عرضاً عسكرياً بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر عام 1973 مع إسرائيل. وخلال العرض قرأ مذيع داخلي قراراً أصدره السيسي بمنح البشير وسام نجمة الشرف، «وذلك تقديراً لمشاركته ضمن القوات السودانية في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر». ويبدو أن من شأن زيارة البشير وتوقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية والاتفاقيات الأخرى تخفيف التوتر بين القاهرة والخرطوم بشأن مثلث حلايب وشلاتين الحدودي الذي تتنازع الدولتان السيادة عليه.