قتل انتحاريّ في منطقةٍ قبلية شمالي غرب باكستان 25 شخصاً على الأقل وأصاب 30 آخرين حينما استهدف أثناء صلاة الجمعة أمس مسجداً مكتظاً، فيما تعهدت الدولة بمواصلة جهود اجتثاث الإرهاب. ولم تعلن أي جماعةٍ بعد مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في قرية بايي خان في منطقة مهمند إيجنسي التابعة لمنطقة القبائل المضطربة المتاخمة لأفغانستان. وروى نائب مدير منطقة مهمند إيجنسي، نافيد أكبر، أن المفجِّر الانتحاري كان في مسجدٍ مزدحمٍ وأطلق هتافاً ثم حدث انفجارٌ هائل. وعلى الأرجح؛ تسبَّب انهيار جزءٍ من المسجد بعد حدوث الانفجار في سقوط قتلى. وأوضح أكبر: «انهار جزءٌ من المسجد والشرفة خلال الانفجار وسقط على المصلين، نواصل انتشال الجثث والمصابين من بين الحطام». إلى ذلك؛ رجَّح الزعيم القبلي المحلي، حاج سبحان الله محمد، تورط من سمَّاهم «متشددين إسلاميين» في الهجوم بدافع الانتقام بعدما جمع رجال قبائل قوة من متطوعين وقتلوا أحدهم وأسروا آخر. و»يبدو أن هذا أغضب المتشددين وأخذوا بثأرهم بتنفيذ هجوم انتحاري في مسجد»، بحسب الزعيم القبلي. ويغلب الطابع المحافظ على مناطق الحدود الباكستانية التي يصعب الوصول إليها بسبب التضاريس الوعرة. وطالما كانت تلك المناطق ملاذ المقاتلين من تنظيم القاعدة الإرهابي وحركة طالبان المتمردة وغيرهما من الجماعات. وأدان رئيس وزراء باكستان، نواز شريف، التفجير. وشدد: «هجمات الإرهابيين لن تنال من عزم الحكومة على اجتثاث الإرهاب من البلاد». إلى ذلك؛ أفادت السلطات الباكستانية باعتقالها 4 من متطرفي «داعش» بتهمة التخطيط لشنِّ هجماتٍ في مدينة لاهور؛ بعد أسابيع فقط من إعلان الجيش إيقافه توسع التنظيم الإرهابي في البلاد. ونسبت إدارة مكافحة الإرهاب في المدينة إلى الأربعة أنهم كانوا يتآمرون لتنفيذ هجمات على أهداف حكومية عندما اعتُقِلوا في مداهمةٍ وفي حوزتهم 1.6 كيلوجرام من المتفجرات وأجهزة تفجير. وجاء في بيانٍ للإدارة «كان الإرهابيون يخططون لقتل مسؤولين على نطاق واسع» و»كانوا على وشك شن هجومهم عندما داهم الضباط بعد تلقيهم معلومات سرية مخبأً بالقرب من منطقة مون ماركت في لاهور». وحددت الإدارة هوية المعتقلين، وقالت إنهم عبدالعلام ومحمد حفيظ الرحمن ونزار أحمد وتصور أمين، لكنها لم تقدم مزيداً من التفاصيل بما في ذلك يوم المداهمة أو سبب الربط بين المعتقلين و»داعش». وأعلن الجيش الباكستاني هذا الشهر إحباطه محاولات التنظيم الإرهابي تأسيس عملياتٍ له في البلاد واعتقاله أكثر من 300 متشدد ومتعاطف من بينهم المنظمون الأساسيون جميعاً، وعددهم 20 شخصاً، عدا واحدٍ فقط. كان «داعش» أعلن العام الماضي ما سمَّاها ولاية خرسان في أفغانستانوباكستان، وعيَّن حافظ سعيد خان «قائداً إقليمياً» لها. وقُتِلَ خان في ضربةٍ نفذتها طائرة أمريكية دون طيار الشهر الماضي في شرق أفغانستان.