قالت مصادر مطلعة أمس إن الولاياتالمتحدة وإسرائيل توصلتا لاتفاق نهائي بشأن صفقة مساعدات عسكرية جديدة قياسية لا تقل قيمتها عن 38 مليار دولار وإن من المنتظر توقيع الاتفاق ومدته عشرة أعوام خلال الأيام. ووفقاً لمسؤولين من الجانبين، سيمثل الاتفاق أكبر التزام بمساعدات عسكرية أمريكية لأي دولة على الإطلاق كما سيتضمن تنازلات كبيرة قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال المسؤولون إن من بين التنازلات موافقة إسرائيل على ألا تسعى للحصول على أموال إضافية من الكونجرس خلاف ما ستحصل عليه سنويّاً بمقتضى الصفقة الجديدة وأن تنهي أيضاً ترتيباً خاصّاً سمح لها بإنفاق جزء من المساعدات الأمريكية على صناعتها الدفاعية بدلاً من إنفاقه على أسلحة صناعة أمريكية. ويشير طول وقت المفاوضات حول الصفقة إلى استمرار الخلاف بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونتنياهو بشأن الاتفاق النووي الذي قادت الولاياتالمتحدة مفاوضات إبرامه مع إيران. وهناك خلافات أيضاً بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل حول الفلسطينيين. وقال المسؤولون من الجانبين إن نتنياهو رأى أن عقد اتفاق مع أوباما الذي سيترك البيت الأبيض في يناير أفضل من أن يتعلق بأمل أن يحصل على بنود أفضل في اتفاق مع الإدارة الأمريكية القادمة. ويتيح الاتفاق الجديد لنتنياهو فرصة تجنب الضبابية المتعلقة بالرئيس المقبل للولايات المتحدة سواء الديمقراطية هيلاري كلينتون أو الجمهوري دونالد ترامب ويمنح المؤسسة العسكرية الإسرائيلية القدرة على التخطيط مسبقاً. ويريد مساعدو أوباما توقيع الاتفاق الجديد قبل نهاية فترة رئاسته حيث يرون أنه جزء مهم من إنجازاته. واتهمه منتقدوه من الجمهوريين بأنه لا يولي اهتماماً كافياً لأمن إسرائيل وهو ما ينفيه البيت الأبيض بقوة. وقال مسؤولون إن الاتفاق المعروف أيضاً بمذكرة التفاهم يدعو لتقديم مساعدات بقيمة 3.8 مليار دولار سنويّاً على الأقل مقابل 3.1 مليار دولار وفقاً للاتفاق الحالي الذي ينتهي في عام 2018. وطلب نتنياهو في الأساس زيادة المساعدات إلى 4.5 مليار دولار سنويّاً. ولأول مرة تخصص حزمة المساعدات الجديدة أموالاً للدفاع الصاروخي الإسرائيلي الذي يموله الكونجرس حتى الآن وفقاً لما تقتضيه الأوضاع. ومنح المشرعون الأمريكيون إسرائيل في الأعوام الأخيرة ما يصل إلى 600 مليون دولار كمخصصات سنوية اختيارية لهذا الهدف. وقال مسؤولون إن إسرائيل وافقت على عدم الضغط على الكونجرس من أجل أموال إضافية للدفاع الصاروخي طوال فترة مذكرة التفاهم الجديدة، وهو تعهد من المتوقع أن يذكر في خطاب جانبي أو ملحق للاتفاقية. لكن من المرجح أن تكون صيغة الكتابة مرنة بدرجة كافية لتسمح باستثناءات في حالة شبوب حرب أو أي أزمات كبيرة أخرى. وقال مصدر مطلع على الأمر إنه إذا لم تطرأ مشكلة في اللحظة الأخيرة من المتوقع أن يصاغ الاتفاق الجديد رسميّاً خلال أيام وقد يكون ذلك خلال الأسبوع الحالي. وأكد مصدر آخر على دراية بالمفاوضات أن التوقيع قد يتم «خلال الأيام المقبلة». ولن يوقع أوباما ونتنياهو اللذان يسود التوتر علاقتهما الاتفاق وسيوقعه بدلاً منهما مسؤولون أقل مكانة تماشياً مع الطريقة التي اتبعتها الحكومتان لتوقيع عدة اتفاقيات سابقة مماثلة رسميّاً. وقدم نتنياهو تنازلات تتعلق بعدة نقاط رئيسة؛ حيث وافق على طلب أمريكي على الإلغاء التدريجي لجزء من أموال المساعدات نسبته الآن 26.3% يمكن لإسرائيل استخدامها في صناعاتها العسكرية بدلاً من إنفاقها في منتجات أمريكية. ويرجع هذا البند إلى الثمانينيات وكان يهدف لمساعدة إسرائيل في بناء صناعتها الدفاعية التي أصبحت الآن من الأطراف الرئيسة في العالم. وقال مسؤولون إن نتنياهو وافق أيضاً على إنهاء استخدام 13% من الأموال الأمريكية لمشتريات الوقود العسكرية. وسيكون أوباما ونتنياهو في نيويورك الأسبوع المقبل لحضور افتتاح الجمعية العمومية للأمم المتحدة ولا يستبعد مسؤولون احتمال اجتماعهما على هامش ذلك.