- الاستخارة مهمة في حياة كل مسلم، وهي جزء من التوكل وتفويض الأمر إلى الله تعالى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الاهتمام بالاستخارة والعناية بها، وهذا من مزايا الإسلام الظاهرة لكل عاقل، فإن الملجأ الحقيقي للمسلم والحصن الحصين له هو الله تعالى وحده، لا شريك له، فهو العالم بكل شيء من خير أو شر، والقادر على كل شيء، من جلب نفع أو دفع ضر، فاللجوء إليه من مقتضيات الإيمان به، والاعتراف بألوهيته، وتفرده في أسمائه وصفاته، وفي هذا تربية للصحابة -رضوان الله تعالى عليهم- لما كان يعمله العرب في الجاهلية، فإنهم كانوا إذا همَّ أحدهم بأمر أو حزبه شيء يذهب أحدهم «يستقسم بالأزلام أو يذهب يزجر الطير ليستدل بطيرانه أو نعابه على ما سيحصل له في المستقبل، أو ذهب إلى الكهنة وإخوان الشياطين، وهذا كله رجم بالغيب وشرك بالله. تقولين إن زميلك هذا لم يتقدم خطوة واحدة نحو الارتباط بك، فعلى أي شيء تشغلين قلبك بما لا طائل من ورائه. أما عن علاقة الزمالة فأخشى أن تكون باباً يلج منه الشيطان، فيطور تلك العلاقة إلى ما لا تحمد عقباه؛ فإما أن يتقدم زميلك ويسعى للزواج منك على قدر طاقته واستطاعته، وأنت تعرفين عنه كل شيء وستقدرين ظروفه، وربما وجد منك معونة ومساعدة لإتمام هذا الأمر، أقول: إما أن يكون ذلك، وإما أن تقفي مع نفسك وقفة صريحة تجاه هذا الأمر؛ فإن النفس ما دامت قد تحركت نحو شيء فلا بد أن تجد له صدى في مجالها، واعلمي -يحفظك الله- أن حيل الشيطان عديدة، وأن كيده لا يأتي مرة واحدة؛ فقد قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ». - تضج رسالتك بكثير من التناقضات. أولها أنك ذكرت في أول رسالتك أنك كنت تريد الزواج من امرأة تعينك على طاعة الله عز وجل، ثم طلبت ذلك عن طريق التعرف على فتاة لا يوجد بينك وبينها أي رابط شرعي. فهل هكذا تطلب ذات الدين؟ والعجب أنك «اكتشفت أنها كانت تقترب فقط لتنسى حبيبها القديم الذي تخلى عنها» فكيف قبلت أن تقوم بهذا الدور؟ ثم تمهلت حتى «تعرف شخصيتها جيدا فوجدت أنها ليست الفتاة التي تبحث عنها، فقررت في نفسك ألا ترتبط بها» أليس هذا كافيا لكي تتركها؟ وأسألك هل هي التي تعلقت بك أم أنت الذي تعلقت بها؟ وهل الحل في مثل هذا أن تجاريها أم أن تقطع علاقتك بها؟ ثم تطلب من الله لها الهداية على الرغم من أنك ما زلت على اتصال بها، بدليل أنها طلبت منك الزواج من غير علم أهلها، فهل تطلب هداية الله بهذه الطريقة أم لا بد أولا من أن تنتهي هذه العلاقة المحرمة، ثم تتوب هي إلى الله عز وجل وتندم على ما اقترفته في حق ربها ونفسها وأهلها، لا أن تظل على اتصال بك من غير مسوغ شرعي، ثم استخدمت الإسقاط (وهو أن يتهم المرء الآخرين بما هو فيه) عندما ذكرت أنها «بدأت تتعلق بك أكثر وتحبك» على الرغم من أن رائحة تعلقك أنت بها وحبك لها تفوح من بين السطور، وإلا فما الذي دعاك إلى الإصرار عليها كل هذه السنين. ثم استخدمته ثانيا عندما ذكرت أنك «اكتشفت الكارثة أنها متساهلة معك في كل شيء بدعوى الحب» على الرغم من أنك أنت الذي كنت متساهلاً معها. فتب إلى الله عز وجل توبة صادقة من هذا الذنب حتى يغفر الله لك ويرزقك بالزوجة التي تتمناها. - من الأسباب التي تؤدي إلى دلال الأبناء: التنشئة الاجتماعية المتساهلة، والحماية الزائدة، لأنها تقلل عند الابن الشعور بالمسؤولية، وعدم الثقة بالنفس، وقلة المبادرة ولاسيما قلة الرغبة في الإنجاز أو التعلُّم، والنقد والإهانة المتكررة نتيجة عدم تحقيق الابن أو الابنة للإنجاز المتوقع منهم تحصيليا يجعل الابن لديه حالة من العناد، وعدم تقبل (التعليم) الذي يسبب له الإهانة دائما، وشعور الابنة بأنها ميؤوس منها، وعدم الثقة الداخلية في قدراتها تجعلها تخمد أي دافع للتعلم، والتوقع غير المناسب لقدرات الابن، لأن ذلك يجعل عنده شعورا بأنه مهما فعل لن يصل إلى درجة إرضاء الآخرين، وتدعيم اعتمادية الأبناء، وإشعارهم أن هذا التعلم سيحقق ما لم يحققه الوالدان، أحيانا يكون السبب عدم اختيار المدخل المناسب لنمط التعلم الخاص بالطفل. أنصحك بالتحدث مع معلمات ابنتك، وأن تشرحي لهن كم أنها تحتاج للتشجيع والتحفيز، ومحاولة الوصول لنمط التعلم المناسب لها، وعدم التحدث عنها بشكل سلبي أمامها؛ لأن ذلك يؤثر سلبيا عليها، وجميل جدا لو اشتركت ابنتك في أحد الأنشطة الموجودة في المدرسة، لأن هذا سيوثق صلتها بالمعلمات وبالمكان أيضا ومن الممكن إغفال بعض سلوكياتها المرفوضة في الفصل، وتعزيز أي سلوك جيد وانتباه منها للحصة مهم جدا، أيضا إثارة انتباهها من وقت لآخر بسؤال أو بوسيلة شيقة.. ولمعلمات الفصل دور كبير في تفهم ابنتك ومشاركتهن لها في إثارة دافعيتها للتعلم، بالنسبة لك أيتها الأم القديرة فلك دوران: أولهما دور في التعامل بشكل عام مع ابنتك كمحاولة لزيادة شعورها بالمسؤولية بشكل عام. إن فقدان الأب يتطلب محاولة الوصول للتوازن بين العطاء والحب والحزم في نفس الوقت دون إفراط أو تفريط. لهذا أنصحك بالآتي: أن يكون لابنتك دور في القيام ببعض الأعمال بنفسها، وتكون مسؤوليتها هي، لا تبادري بالقيام بأي شيء تستطيع ابنتك القيام به، أشركيها في التفكير في أمورها الخاصة واتخاذ القرار، وتتحمل نتائج هذا القرار بنفسها و لا تتراجعي في قراراتك تحت أي ضغوط بكاء أو دلال منها. - صحيح أن البيوت لا تبنى على الحب فقط، لكن لا شك أن وجوده مما يجعل الحياة في أجمل وأزهى صورها، و يصبح للعطاء والبذل من كل طرف تجاه الآخر طعم آخر، لكن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء، وهناك من يملك القدرة على إكمال الحياة الزوجية من دون حب، وهناك من لا يقوى على ذلك، ولا تثريب، فالبشر تختلف طاقاتهم وقدراتهم، وقد سألت امرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم الطلاق من زوجها، لا تعيب عليه خلقاً ولا ديناً إنما لبغض وجدته في نفسها، فلم يعاتبها صلى الله عليه وسلم في ذلك، وكذلك رفضت بريرة وساطة الحبيب صلى الله عليه وسلم لما سألها أن تعود لمغيث لحبه الشديد لها ولطفلٍ بينهما، فلم يجبرها صلى الله عليه وسلم واحترم مشاعرها. حقيقة زوجك رجل نبيل ومحترم، فلا يمكنني بحال أن أجازف بالقول إنه خدعكِ أو لعب بمشاعرك، فقد أمهل نفسه كثيراً وحاول، ولم ينكر فضلك وحسن عشرتك، وهذا مما يدفعني لتقدير مشاعرك والإحساس بكِ، فيكون فراق مثل هذه النوعية من الرجال صعبا وشديدا، ولكن لا يعلم الخير إلا الله، وحسبه أنه لم يخدعك ولم يعدك بشيء فوق طاقته. الأمر إليكِ أختي الكريمة، إما أن تتحملي الحياة معه من دون الضغط عليه مطلقا في أن يبدي لكِ أي عاطفة، لأن هذا قد يؤدي إلى نتائج عكسية تماماً من بغض ونفور.أكثري من صلاة الاستخارة، وأسأل الله تعالى أن يجعل لكِ فرجاً ومخرجاً. - أولاً: ما حصل لك في موضوع زوجتك حصل للعشرات «اضطرارا» لا رغبة أو تساهلا..أو عدم غيرة.. ولكنها ضرورات أباحت للناس المحظورات..! فلو علمت أن المعالج رجل.. وأن البديل لعدم رضاك به هو «تضرر زوجتك.. أو وفاتها» لا قدر الله.. فماذا كنت ستصنع؟! لو رفضت إدخالها ونتج عن ذلك ضرر لها.. لكنت ملاما. ولا بأس في المستقبل من التحري في هذه الأمور قدر المستطاع والسؤال عن ذلك.. ولكن عند الاضطرار لا قدر الله.. بين الحياة والموت.. فرغم صعوبة الخيار.. إلا أن الحياة أولى. ثانيا: تمر على هؤلاء الأطباء عشرات الحالات من هذا النوع، سواء في أقسام الولادة أو العمليات الأخرى.. وكثرة هذه الأمور تجعلهم يتعاملون معها بآلية باردة.. بل ومزعجة لكثير منهم، فلا تتوقف – أخي الفاضل – كثيرا عند هذا الأمر.. أو تتعامل معه بهذا القدر من الحساسية. فإني أرى أنك ظلمتها كثيرا فما هو ذنبها أولا فيما حدث؟ فهي ليست الوحيدة التي تمر بذلك. يلزمك – أخي الفاضل – الرضا بقضاء الله وقدره.. وتناسي هذا الأمر، والتعامل معه بشكل عادي حتى لا تظلم نفسك وتظلم زوجتك.