اتفق عدد كبير من المدربين الوطنيين على ضرورة منح مزيد من الثقة للاعبي المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في مشوارهم نحو تحقيق حلم الجماهير بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، معتبرين أن الفوز على العراق 2-1 أمس ضمن الجولة الثانية من التصفيات الآسيوية يعتبر دفعة معنوية كبيرة للمنتخب خصوصا أنه جاء في وقت متأخر من دقائق اللقاء. وعبر المدربون الوطنيون عن ثقتهم في قدرة الجهاز الفني بقيادة المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك على قيادة الأخضر إلى تحقيق المأمول، مستدلين في ذلك على تغييراته في الشوط الثاني التي ساهمت في تغيير شكل المنتخب ومنحته فوزا سيكون له ما بعده، مؤكدين أن الحديث عن ضعف مستوى الأخضر لا يعني أنه سيكون خارج حسابات التأهل إلى المونديال، مشددين على أن المنتخب حقق الأهم بحصوله على العلامة الكاملة في مباراتين، وتنتظره فترة كافية للتحضير وترتيب الأوراق قبل مباراته المرتقبة مع أستراليا في الجولة الثالثة. واعتبر المدرب الوطني والدولي السابق عمر باخشوين أن الدقائق ال 20 الأخيرة من مباراة المنتخب أمام العراق هي بداية انطلاقة المنتخب نحو تقديم المستوى المأمول منه في المباريات المقبلة. وأضاف: «التصفيات والمباريات التي تلعب بهذا النظام لها خطان المهم والأهم، ومنتخبنا السعودي حقق الأهم وهو الفوز الثاني على التوالي والظفر بنقاط المباراة، أما المستوى وهو الأمر المهم بالنسبة إلينا لأنه يعطينا انطباعا عن ما سيقدمه الفريق في المستقبل فهو آت لا محالة في المرحلة المقبلة». وفيما يتعلق بضعف الجانب الهجومي قال:»لاشك أن ما نطمح إليه من عطاء هجومي أكبر مما قدمه اللاعبون، ولكن يجب أن يكون لدينا إلمام قوي أن الغياب الطويل للاعبين بعد نهاية الموسم الماضي، ولعب مباراتين فقط في الدوري والمعسكر القصير يعني أن اللاعبين لم يدخلوا في فورمة المباريات، أضف إلى ذلك أن غياب لاعبين مثل محمد السهلاوي وياسر الشهراني يلعب دورا في العطاء ويضعف الانسجام وهو الأمر الذي لاحظناه جميعاً، رغم ما قدمه بقية زملائهم». وطالب باخشوين جميع الرياضيين والجماهير بمنح اللاعبين مزيدا من الثقة في المرحلة المقبلة، وأوضح: «الثقة كانت العامل الأبرز في عودة الفريق في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني، وفي الواقع نحن لسنا الأفضل في المجموعة، لكن علينا أن نطالب اللاعبين بأن يقدموا أفضل ما لديهم، خاصة وأننا نلعب أمام فرق تتطور من فترة لأخرى». ويتفق المدرب الوطني يوسف الغدير مع باخشوين في أن المدرب الهولندي مارفيك سيعود بمستوى الفريق في المرحلة المقبلة، وقال :»نثق في أن لديه الأفضل وهو يحقق النتائج المرجوة رغم ضعف المستوى في المباراتين وهذا هو الأهم حالياً، وهو يملك أفضل اللاعبين المحليين والقرار الأول بيده، ولكن يحتاج إلى إعادة دراسة اختياراته، وكلنا شاهدنا تأثير التغيير الذي قام به في الشوط الثاني»، مؤكداً في الوقت نفسه أن الفوز والأهداف لم تأت بفكر تكتيكي وإنما بالمبادرة في اللعب في ملعب العراق، والفعالية الهجومية، وهو ما افتقده الفريق في الشوط الأول، إضافة إلى الاستفادة من تراخي المنتخب العراقي. وأبدى الغدير تفاؤله بالمرحلة المقبلة في التصفيات، وقال: «المباراتان أمام تايلاندوالعراق تمثلان خطوة أولى نحو تحقيق مستوى ونتائج أفضل، خاصة وأن الأخضر أعطى في ربع الساعة الأخير انطباعا جيدا عن ما يمكن تقديمه بزيادة الانسجام والتفاهم بين اللاعبين». من جهته، يرى المدرب الوطني أيمن العباس أن المنتخب تعرض لضغط عال من بداية المباراة وهو ما أدى إلى وجود صعوبة فنية في بناء الهجوم مع وجود فارق في البنية الجسمانية لصالح العراق، وكان ينبغي على المدرب منذ البداية أن يتنبه لهذه النقطة ويلعب بشكل مباشر بدلاً من بناء الهجمات». وأضاف «كان متوقعاً أن العراق سيسقط بدنياً مع مرور وقت المباراة وسيصاب بالتعب والإرهاق، وهو ما سيفقدهم التركيز وهو الأمر الواضح الذي استغله المنتخب السعودي وحصل منها على ركلتي جزاء كانتا سبباً مباشراً في تحقيق الفوز». وأبدى العباس استغرابه من طريقة لعب المدرب مارفيك في الشوط الأول بالعابد والشهري على الأطراف، وعدم مساندتهم للدفاع خاصة من جانب الشهري، وهو ما سبب خللا واضحا في طريقة اللعب، ولكن تنبه المدرب في الشوط الثاني باللعب على الأطراف واستبدال نقطة الضعف في الوسط بخروج الشهري أحدثت فارقاً في طريقة اللعب»، مشيراً الى أن النقاط ال 3 والفوز الصعب سيعطيان ثقة للأخضر في تقديم نتائج ومستوى أفضل إذا تم استغلالها بتصحيح الأخطاء التي وقع فيها المنتخب في المباراتين الماضيتين.