كشفت متحدثةٌ باسم الشرطة الألمانية أمس عن انخفاض عدد المهاجرين الذين دخلوا بلادها بصورةٍ غير شرعيةٍ في أغسطس الفائت مقارنةً بباقي الأشهر منذ بداية العام، عازيةً ذلك إلى إغلاق الحدود واتفاقٍ بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لوقف تدفق الهجرة عبر البحر إلى اليونان. وأفادت المتحدثة بعبور نحو 4200 مهاجر إلى بلادها في أغسطس هبوطاً من نحو 4550 في يوليو، وبما يمثل نسبة ضئيلة من العدد المسجل في يناير (64 ألفاً و700 مهاجر). وتعتمد هذه البيانات على المعلومات التي جُمِعَت من المناطق الحدودية. أما عدد من تم تسجيلهم في مراكز الاستقبال خلال أغسطس؛ فمن القرر أن تعلنه الشرطة الأسبوع المقبل. واستقبلت ألمانيا مئات الآلاف من المهاجرين العام الماضي وأغلبهم فارّون من الصراعات في سوريا والعراق وأفغانستان. وتباطَأ تدفق المهاجرين بصورة حادة منذ أوائل العام الجاري بسبب إغلاق الحدود في جنوب شرق أوروبا واتفاقٍ بين تركيا والاتحاد الأوروبي. وبموجب الاتفاق؛ وافقت أنقرة على استعادة مهاجرين يغادرون شواطئها إلى اليونان في مقابل منح الأتراك حرية السفر إلى الدول الأوروبية دون الحاجة إلى تأشيرة دخول. كما ستُمنَح أنقرة مساعدات مادية، فضلاً عن تسريع محادثات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. وتواجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل انتقادات متزايدة بسبب سياسة الباب المفتوح التي تتبناها بخصوص اللاجئين. وفي تغيير ملحوظ في لهجة تصريحاتها؛ شددت ميركل الأسبوع الماضي على الحاجة إلى إسراع وتيرة ترحيل الأجانب الذين رُفِضَت طلباتهم للجوء في استجابةٍ منها للمخاوف الشعبية المتزايدة. إلى ذلك؛ أوضح مصدرٌ في وزارة الاقتصاد الألمانية أن نائب المستشارة ووزير الاقتصاد، زيجمار جابرييل، سيسافر إلى روسيا قريباً للاجتماع مع الرئيس، فلاديمير بوتين، في زيارةٍ ستركز في الغالب على العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وسيرافق جابرييل في اجتماعه مع بوتين وفدٌ من كبار رجال الأعمال الألمان. ووفقاً للمصدر؛ سيتضمن جدول أعمال الاجتماع القضايا الراهنة خصوصاً العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فيما لم يُعلَن على الفور عن موعدٍ للزيارة. وجابرييل هو زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يمثل يسار الوسط. وقد تسلط الزيارة الضوء على الانقسامات داخل الائتلاف الحاكم في ألمانيا بشأن السياسة تجاه روسيا. ويدعم حزب جابرييل موقفاً أكثر تصالحاً تجاه موسكو مقارنة بالحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ الذي تقوده المستشارة ميركل. وفي مارس؛ دعا جابرييل الاتحاد الأوروبي إلى محاولة تهيئة الظروف بحلول الصيف لرفع العقوبات التي فُرِضَت على روسيا قبل عامين لضمها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. ودعا قادة الصناعة الألمان أيضاً إلى تخفيف العقوبات. فيما اعتبرت ميركل مراراً أن العقوبات لا يمكن أن تُرفَع عن روسيا إلا في حال تطبيق كامل لاتفاق مينسك للسلام الهادف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا. ووصلت ميركل إلى إيفيان لي با في شرق فرنسا أمس للاجتماع مع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، قبل قمة الاتحاد الأوروبي في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا.