يُقيم يومه بين الطائرات والتنقلات بين عواصم العالم، لا يهدأ له جفن ولا عين دون أن يكون هناك قرار واتفاق وعزم على الاستمرار، هكذا ترى الأمير محمد بن سلمان الذي استمد قوته من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد حينما انطلق برؤية 2030، وفي فترة بسيطة جداً ومن خلال ورش العمل التي عُقدت في الرياض، وجد نفسه يضع خطة أخرى وهي 2020، الزمن السريع والمواطن يبحث عن مزيد من الطموحات الاقتصادية والرؤى الاستراتيجية وزمن الحصاد قد حان. ما كادت زيارة أمريكا تنتهي حتى لحقتها فرنسا وبعض العواصم الأوروبية، وها هو اليوم في شرق آسيا، وسبقتها زيارة باكستان بصفته وزيراً للدفاع لتمتين العلاقات العسكرية المشتركة بين البلدين، ولإجراء مزيد من المشاورات العسكرية التي تأتي بها مثل هذه الزيارات، ليذهب بعدها بوفد شامل لجميع المجالات ويفتتح المنتدى التجاري المشترك بين الصين والمملكة، ويحضر معه رجال الأعمال والاتفاقيات شبه جاهزة، والدراسات السابقة قد بُنيت على أرقام ولم تُبنَ من فراغ، فقد رافقه جميع خبراء الاقتصاد والتجارة إلى الصين ليخرجوا بحزمة من الاتفاقيات التي تهمُّ المواطن والاقتصاد السعودي، حاملين رؤية جديدة لتحقيق مزيد من الرفاهية للمواطن، ولم يغفل خادم الحرمين الشريفين عن أن يمنح الطلبة الدارسين في الصين على نفقتهم الأمل في التحاقهم بالبعثة الدراسية، هؤلاء عماد المستقبل الذين ينتظرون بصيص الأمل لمساعدتهم في تلك الدراسة التي من خلالها يخدمون وطنهم. وما بعد جولة الصين تأتي اليابان عاصمة التكنولوجيا العالمية، التي استفادت من كل التجارب السابقة للوصول إلى آفاق المستقبل من خلال علومها ووعيها وثقافتها الإنسانية، ويتم استثمار رؤية 2030 في العاصمة طوكيو من خلال الاجتماعات واللقاءات الاقتصادية التي تنظر إلى مزيد من الاستثمارات، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين السعودية واليابان إلى حوالي 32 مليار دولار في عام 2015، كما ينتظر الطلبة الدارسون على نفقتهم الخاصة منحة من خادم الحرمين الشريفين لانضمامهم إلى ركب الابتعاث ومساعدتهم في نفقات الدراسة، كما حدث في زيارة خادم الحرمين الشريفين في فبراير 2014. المملكة اليوم مُقبلة على طفرة اقتصادية على يد شبابها الذين يعملون، ولا مجال للمتقاعسين عن العمل في الحصول على فرص ذهبية مقابل الذين يحفرون في الصخر كي يبنوا الوطن بسواعدهم الشابَّة.