ها نحن على مشارف تلك الأيام العظيمة، وعلى أبواب أفضل وأجهد الطاعات والمناسك، التي سوف يقوم بها حجاجنا حاملين معهم قلوبهم وأرواحهم، راجين من الله مغفرة بأجساد مقبلة على مشقة وتعب تحتاج طاقة كبيرة تأتيهم من الله سبحانه وتعالى مما سخره لنا في الغذاء والشراب. تساعد التغذية السليمة والمتوازنة على تزويد الحجاج بالطاقة اللازمة لأداء شعائر الحج الشاقة، وذلك لا يعني الإفراط في تناول الطعام بل العكس يجب الاعتدال في تناول الطعام وذلك من خلال تناول عدة وجبات خلال النهار أهمها وجبة الإفطار، ويجب أن تحتوي هذه الوجبات على مصدر للنشويات كالخبز والأرز والبقوليات لأنها تعدُّ المصدر الرئيس للطاقة، كما يجب أن تحتوي على البروتينات كالحليب ومشتقاته واللحوم وبدائلها ولا ننسى الدهون مثل الزيت والمكسرات. وننصحهم بالحرص على تناول كميات كافية من السوائل خاصة الماء، وبالإمكان الحصول على الماء أيضاً من خلال الأطعمة الغنية بالماء مثل الخس والبطيخ والبرتقال والبروكلي والحليب، والتقليل من الأطعمة المدرة للبول مثل القهوة والشاي. من الأمور المهمة التي يجب مراعاتها خلال الحج: – التأكد من سلامة الغذاء وخلوه من الجراثيم؛ ذلك أن كثرة التنقل وارتفاع الحرارة وعدم الاهتمام بنظافة الطعام واليدين وعدم وجود الطعام في متناول اليد دائماً يمكن أن يؤدي إلى حدوث التسمم الغذائي، لذلك يجب: – تجنب الأطعمة المكشوفة والمعرضة للحشرات والتلوث. – غسل اليدين جيداً قبل وبعد تناول الطعام وأثناء تحضيره بالماء والصابون أو سائل التطهير. – يجب تناول الطعام المطهو مباشرة ولا يترك لأكثر من ساعة خارج الثلاجة. – تجنب تخزين الطعام المطهو في الباصات وأثناء النقل بين التنقل بين الشعائر لفترات طويلة، علماً أن هناك بعض الأطعمة سهلة النقل والتخزين ومغذية وتشمل خيارات عديدة مثل حبوب الإفطار الجاهزة وعلب التونة وشطائر زبدة الفول السوداني والفواكه الطازجة والجزر والتمر والفواكه المجففة والعصير والحليب المعقم، وتجدر الإشارة إلى أنه إذا تم فتح عبوة العصير أو الحليب يجب تبريد المتبقي بالثلاجة. وهنالك مجموعة من الأعراض نتيجة اضطراب الجهاز الهضمي التي تنتشر أثناء الحج مثل الإمساك؛ وللوقاية منه يجب الإكثار من تناول الألياف الموجودة في الحبوب الكاملة كالخبز الأسمر وفي الخضار والفواكه والبقوليات، كذلك عليك الإكثار من تناول السوائل خاصة الماء، أما بالنسبة للغثيان الذي عادةً ما يصيب الحجاج فبالإمكان التخفيف منه من خلال تناول وجبات صغيرة وعديدة من خمس إلى ست وجبات والإكثار من السوائل والابتعاد عن الوجبات الدسمة. أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة فيجب عليهم متابعة النظام الغذائي الذي يناسب وضعهم الصحي والالتزام بمواعيد أخذ الدواء؛ فمثلاً الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى يجب أن يتناولوا قليلاً من الأملاح وشرب كمية كافية من المياه، كذلك بالنسبة لمرضى ضغط الدم.