الوفاة، سنة الله في الكون ولابد أن نسلم بها. مر علي وعليك أيضاً خبر أن هناك من فقد والده، والدته، أخاه أو أخته، صديقه أو أي عزيز كان. نأخذ بعضنا جميعاً ونتوجه حتى نؤدي واجب العزاء، نقول كافة العبارات محاولة منا بكل جهد أن نخفف وقع المصيبة عليهم، وهم بدورهم تارة تنهمر دموعهم وتارة يذكرون فقيدهم وأخرى سارحين في ذكرى ذلك الفقيد. قد نرحل من هناك ونحن في قمة حزننا، حاملين هماً ويراودنا سؤال واحد كيف سيتخطون تلك المصيبة، كيف سيتأقلمون معها. تمر الساعات وحتى الأيام وبعدها نجدهم قد عادوا تدريجياً يمارسون سلوكيات الحياة الطبيعية، يتناولون الطعام والشراب، يرتدون الملابس بل حتى إنهم يخرجون من منازلهم، هذا كله لا يعني أن ذلك العزيز رحل عن ذاكرتهم كما رحل عن دنياهم، وإنما دخلوا مرة أخرى في مضمار الحياة، بل عادوا للمسار فكل ذلك من مقومات الحياة التي لا نستطيع العيش دونها. إذاً مهلاً لحظة، جميعنا مررنا بذلك مسبقاً، ولكن انظرو لحالنا اليوم نعيش في سلام بل متعايشين جداً مع هذه الحياة. إذا استطعنا جميعاً أن نتخطى فاجعة فقدان العزيز إذاً بكل بساطة من الأكيد أننا سنتخطى جميع عقبات ومصائب الحياة الأخرى، فلا شيء أعظم من أن نفقد حبيبا وعزيزا. من مسلمات الحياة تغير الحال، قد أكون اليوم في قمة ألمي ولكن غداً في أوج سعادتي. قد أفقد مالاً ويأتي غداً أضعافاً مضاعفة، قد أسقط في مهمة ما ولكن أتوشح بوشاح النصر في اليوم التالي. كل هذا مستمر ولن يتوقف. عش تلك اللحظة واحترم شعورك حينها أياً كان، سلم بذلك، تقبل الحقيقة، وانتقل لما بعد ذلك. جميعنا سنستمر في العمل والسعي مادمنا نعلم أنه في حال توقفنا ولو للحظات لأي سبب كان فالدنيا لن تتوقف من أجلنا، بل الكل سيمر بجانبنا ويرحل ويتركنا خلفه. لا أقول إن لحظات الحياة تمر مسرعة بل هي في ركض سريع. تخطينا أصعب اختبار في الحياة وهو فقدان العزيز، بذلك كل اختبار بعد هذا نجاحنا فيه مضمون بإذن الله فقط علينا أن نتسلح ونمضي.