قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا.. أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفساً وعقولا.. تلك الأبيات التي قالها أمير الشعراء أحمد شوقي، قيلت في المعلم والتعليم في تلك الفترة التي كان يعيش فيها الشاعر العظيم الذي كان يصف المعلم بأنه يكاد أن يكون رسولاً من باب تأكيد أهميته ودوره التربوي لكل جيل. بينما يتجرع المعلمون في وقتنا الحالي المرارة والألم وبغبنٍ صامت على الوضع الذي آل له حالهم الآن! فالمعلمون حالياً يعانون من سوء إعداد الأبناء في بيوتهم، ومن عدم تفهم الأسرة دوره المساعد لهم في تربية أبنائهم بشكل علمي صحيح يساعده على مستقبل مشرق لأبنائهم وفلذات أكبادهم ومستقبل الأوطان. كما أن الأسرة أصبحت تحارب المعلم بدفاعها غير المسؤول عن أبنائهم المقصرين علمياً وتربوياً مع معلميهم، حتى إنهم باتوا لا يعطون للمعلم أي بال ولا يعيرونهم أي احترامٍ أو تقدير! وذلك الأمر هو بسبب تساهل بعض أولياء الأمور مع أبنائهم وتشويه صورة المعلم الحقيقي في عقول هؤلاء الأبناء وتلك هي أكبر المشكلات التي تجعل كثيرا من هذا الجيل ضائعاً وتائهاً مع نفسه!. فالحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي أن للمعلم دوراً مهماً في العملية التعليمية والتربوية، كما أنه الخطوة الأولى التي تنطلق منها الأجيال نحو المستقبل في جميع الأمم. فمهما اختلفت الطرق أو تبدّلت إلا أنه يبقى للمعلم دورٌ كبير ومؤثر على مسيرة كل تلك الأجيال تربوياً وتعليمياً واجتماعياً. لذا من الضروري احترام المعلم وتقديره وإعطاؤه الصلاحيات التي تساعده على أداء مهمته على أكمل وجه. كما يجب على الأسرة ووزارة التعليم أيضاً زرع الثقة في المعلم وإعطاؤه الثقة الكاملة التي يستحقها، وتعزيز هيبته التي بات فاقداً لها أمام تلاميذه لأسبابٍ عدة، من أهمها سوء الدور الذي يقوم به الأولياء اتجاهه، وأيضاً عدم حماية وزارة التعليم للمعلمين في الأحوال التي تستدعي الوقوف معهم لا عليهم! وقفة الختام: يجب علينا جميعاً كإعلاميين ومسؤولين ومواطنين حماية كل المعلمين والتعليم، كما يجب أن نعززهم بالثقة المطلوبة التي يستحقونها، لبناء مستقبلٍ مضيء لأجيالٍ أكثر إشراقاً وتأثيراً بإذن الله.