تتوالى مآسى السوريين خاصة في حلب بسبب القصف المتواصل على المدنيين من قبل طائرات النظام وروسيا، وبعد الطفل عمران يأتي فيديو لطفل آخر اسمه أحمد يبلغ من العمر 11 عاماً وجده عمال الإنقاذ الأحد تحت أنقاض الركام الذي خلفته طائرات الأسد في حلب المنكوبة. وفي الوقت الذي لم تجف فيه دموع المتعاطفين مع الطفل عمران الذي ظهر مذهولاً وغارقاً في دمائه نتيجة القصف الجوي المستمر على المدينة، أتت صورة أحمد المأساوية لتضاف إلى جرائم نظام الأسد وسجلات الصدمات التي هزت العالم بأكمله، لكن دون أن يحرك مجلس الأمن والمجتمع الدولي ساكناً لوقف جحيم الموت والدمار في سوريا. ففي فيديو نشرته شبكة «بي بي سي» عثر رجال الإنقاذ على طفل عالق جسده بين الركام والدماء تغطي وجهه وفيما استمروا في محاولة إخراجه لمدة امتدت إلى أكثر من ساعة باستعمال كل ما يمكن من أدوات لتكسير ما حوله من إسمنت وطوب. وفي تلك الأثناء كان أحمد يئن ويبكي من الألم وكان يطلب منه قراءة القرآن حيناً والكلام حيناً آخر لإبقائه يقظاً وواعياً حتى يتم انتشاله. وفي لحظات تعبه صرخ أحمد قائلاً: «عطشان عطشان جيبولي ميه ميه». وبعد محاولات كثيرة تم إخراج أحمد حيّاً فيما فقد عائلته كاملة «والده ووالدته وأخته وجدته»، ولم يبق إلا هو. ويعتقد أن أكثر من 140 طفلاً قتلوا في حلب خلال شهر أغسطس الجاري بسبب القصف. كما يعتقد أن 50 ألف طفل قتلوا في جميع أنحاء سوريا خلال السنوات الخمس الماضية.