أفادت مصادر متطابقة أمس بتقدُّم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مختلف جبهات محافظة تعز (غرب اليمن)، مؤكدةً تحرير تلالٍ ومواقع استراتيجية بعد مواجهاتٍ مع ميليشيات عبدالملك الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وأوضح مصدرٌ عسكري موالٍ للشرعية أن قوّاتِها تقدمت في مدينة تعز على جبهاتٍ عدَّة واستعادت حدائق الصالح وأجزاء كبيرة من جبل هان في منطقتي الضباب (غرب المدينة) وثعبات ومدرسة حسنات (شرق)، فيما وصلت إلى بداية شارع ال 50 شمالي مقر اللواء 35 ومنطقتي الصلو والأحكوم (جنوب). وتعز مركزٌ لمحافظةٍ تحمل الاسم نفسه وتشهد حركة مقاومة قوية للانقلاب. وشدد المصدر العسكري الذي تحدث لوكالة أنباء "سبأ" الرسمية "الجيش والمقاومة يحققان انتصاراً في مختلف الجبهات، وكبَّدا الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والمعدَّات، مؤكداً "قصر الشعب الذي تتمركز فيه ميليشيات الحوثي وصالح وتقصِف من خلاله الأحياء السكنية في المدينة؛ بات في مرمى نيران قوات الشرعية». ووفقاً له؛ يأتي التقدُّم الميداني للجيش والمقاومة في إطار عملية عسكرية واسعة لتحرير المحافظة من الانقلابيين، وكسر الحصار الذي يفرضونه على مركزها، وفتح الممرات أمام تدفق المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى السكان. وتطابق ما قاله المصدر مع ما أورده موقع "المصدر أونلاين" الإخباري اليمني على لسان "المركز الإعلامي للمقاومة". ونقل الموقع عن المركز أن معارك بدأت لتحرير الجهة الغربية لمدينة تعز وأسفرت أمس عن مقتل وإصابة عشرات المتمردين مقابل مقتل 12 فرداً من المقاومة وإصابة 27 آخرين. فيما قدَّر مصدرٌ عسكري عدد القتلى من الحوثيين ومسلحي صالح ب 40 على الأقل. وكتب "المصدر أونلاين" أن تعز (ثالث كبرى مدن اليمن) تشهد أقوى المعارك بعدما نفذت القوات الحكومية عمليةً عسكريةً واسعةً صباح الخميس هاجمت من خلالها مواقع مسلحي جماعة الحوثيين وحلفائهم من مسلحي صالح في شرق المدينة وغربها. في الوقت نفسه؛ كتبت وكالة "فرانس برس" أن القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي تسعى إلى فك الحصار المفروض منذ أشهر عن المدينة. وأشارت "فرانس برس"، نقلاً عن "مصادر عسكرية"، إلى مقتل 13 مسلحاً متمرداً على الإثر مقابل 5 من أفراد قوات الشرعية. وأبلغت مصادر الوكالة نفسها بتحقيق الجيش الوطني والمقاومة تقدماً نوعياً إلى الغرب من المدينة مع سعيهما إلى فك الحصار. على صعيدٍ آخر؛ قُتِلَ 4 جنودٍ من الجيش الوطني أمس جرَّاء تفجيرٍ انتحاري في محافظة أبين نُسِبَ إلى تنظيم القاعدة الإرهابي. وأكد مسؤولٌ عسكري موالٍ للشرعية عدد الضحايا. وصرَّح "قُتِلَ 4 جنودٍ وجُرِحَ آخرون (4 على الأرجح) في هجومٍ بسيارة مفخخة يقودها انتحاري ينتمي إلى تنظيم القاعدة استهدف مركبتين عسكريتين في منطقة العين" بين مدينتي لودر ومودية في المحافظة. وكانت قوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي حرَّرت مؤخراً مناطق في أبين كان التنظيم الإرهابي يحتلها. ولاحظ المسؤول العسكري أن الهجوم بسيارة مفخخة جاء بعد استعادة القوات الحكومية لودر ومودية، واضعاً التفجير في سياق "ردة فعل" انتقامية من جانب المتطرفين على تقدم الشرعية مؤخراً وتمكُّنها بدعمٍ من التحالف من استعادة عددٍ من مناطق أبين أبرزها مدينتي زنجبار (مركز المحافظة) وجعار. ولفت المصدر نفسه وسكان في لودر ومودية إلى انسحاب عناصر القاعدة من المدينتين في اتجاه مناطق جبلية في المحافظة. وكان التحالف العربي أسهم أيضاً في استعادة قوات الشرعية مناطق في الجنوب والجنوب الشرقي كان متطرفون من القاعدة يحتلونها، وأبرزها المكلا مركز محافظة حضرموت.