غيب الموت فجر أمس، حسن محمد كتبي، وزير الحج والأوقاف الأسبق في محافظة جدة عن عمر يناهز 103 أعوام، ووارى جثمانه الثرى في المدينةالمنورة. وشغل المفكر والأديب والسياسي كتبي عددا من المناصب القيادية في الدولة السعودية، أبرزها وزارة الحج، حيث أسند له المغفور له جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – وزارة الحج والأوقاف في شهر رمضان من عام 1390ه، كما منحه وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الثانية تكريماً لجهوده في العام 1393ه وولد كتبي في شهر شعبان عام 1329 ه بمدينة الطائف، ونشأ في مكةالمكرمة، وتعلم أصول الدين فيها، وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ثم التحق بمدارسها وبعدها انتقل إلى مصر، ليكمل تعليمه في جامعة الأزهر في برنامج خاص يعتمد على دراسة الدين و اللغة العربية. كما التحق بالقسم العالي المتخصص في دراسة الشريعة، الذي أحدثه مؤسس مدرسة الفلاح في الهند، حيث أقام فيها وتخرج من هذا القسم عام 1350 ه. وأسندت له في 1350ه مديرية المعارف العامة لتدريس القضاء الشرعي في المعهد العلمي السعودي، ورشحه وزير المالية للعمل معه فانتقل إلى وزارة المالية وعمل فيها حتى عام 1369 ه. وفي العام 1369ه طلب منه وزير المالية تأسيس فرع للبنك الأهلي التجاري السعودي بالقاهرة، لتنظيم العلاقات الاقتصادية بين السعودية ومصر، وانتقل إليها وأسس شركتين سعوديتين تجاريتين. وفي العام 1378ه عاد إلى الإقامة في السعودية للإشراف على أعماله التجارية الخاصة. وتقلد كتبي عددا من الأوسمة، ففي العام 1394 منحته سيؤل وسام الاستحقاق للخدمة الدبلوماسية، وميدالية «جوانجهوا» كما منحته جامعة سيؤل الدكتوراة الفخرية في الأدب في العام 1394ه. ومنحته باكستان الدكتوراة في القوانين تقديراً لجهوده في خدمة الإسلام و المسلمين في العام 1404 ه. واصدر كتبي العديد من المؤلفات السياسية والأدبية والاجتماعية وعلم النفس، وأبرزها كتاب «السياسة» الذي يحتوي على دراسة مقارنة بين مذهب ابن خلدون في مقدمته، وكتاب في التربية حول قواعد علم النفس وملامح من شخصية البلاد العربية المقدسة، الذي طبع لمرات عديدة و»سياستنا» و»أهدافنا» و»النثر الفني» و»هذه حياتي» و»أشخاص في حياتي»، و»في موكب الحياة» «حاضرنا وماضينا والإسلام» و»حقيقة الوجود الإنساني». كتبي مع الملك فهد في الحرم المكي (الشرق)