حاولت برلين أمس التراجُع عن وصف أنقرة بأنها باتت "مركزاً للإسلاميين"، إذ تحدث مسؤولٌ ألماني عن "وقوع خطأ". وهذا الخلاف هو الأحدث بين العاصمتين اللتين تعملان سوياً في ملف وقف تدفُّق المهاجرين على أوروبا. وكان تقريرٌ حكوميّ ألمانيّ مسرَّب، أذيع في محطةٍ إعلامية، زعم أن تركيا باتت مركزاً ل «الجماعات الإسلامية». وانتقدت تركيا التقرير الذي ذكر أن الرئيس، رجب طيب أردوغان، لديه «تقارب فكري» مع حماس في غزة وجماعة الإخوان في مصر وجماعات المعارضة الإسلامية المسلحة في سوريا. وخلال الأشهر الأخيرة؛ وقعت خلافاتٌ بين برلينوأنقرة، في الوقت الذي يحاول فيه الاتحاد الأوروبي ضمان دعم السلطات التركية في التصدي لتدفق المهاجرين. وأنقرة غاضبةٌ أيضاً من انتقادات الغرب لحملتها ضد من تتهمهم بالارتباط بمحاولة الانقلاب الفاشلة على أردوغان وحكومته في ال15 من يوليو. ورفض المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، التعليق على تقرير وصفته شبكة (إيه.آر.دي) الإعلامية ب «سري»، قائلة إن وزارة الداخلية طلبت إعداده بناءً على طلبٍ برلماني من حزب لينكه اليساري. لكن زايبرت شدَّد «برلين لا تزال تعتبر أنقرة شريكاً في الحرب» ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. في الوقت نفسه؛ أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية، يوهانس ديمروت، أن التقرير وقَّعه نائب وزير ولا علاقة لا لوزير الداخلية توماس دي مايتسيره، ولا لوزارة الخارجية به. وصرَّح ديمروت «حيثما يعمل الناس تحدث أخطاء»، في إشارةٍ إلى تراجُع. بدورها؛ ردَّت أنقرة بغضب. وجاء في بيانٍ لوزارة الخارجية التركية «المزاعم دلالة جديدة على عقلية مشوهة تحاول منذ فترة الإضرار ببلادنا عن طريق استهداف رئيسنا وحكومتنا». وذهب البيان إلى القول «من الواضح أن وراء هذه المزاعم بعض الدوائر السياسية في ألمانيا المعروفة بمعاييرها المزدوجة في الحرب على الإرهاب، بما في ذلك الأعمال الدموية لجماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية التي تواصل استهداف تركيا». ودعت الوزارة شركاء وحلفاء تركيا إلى التعامل معها ب»الطريقة نفسها» عبر محاربة الإرهاب بإخلاص بكل أشكاله وأياً كان مصدره. بدأت السلطات التركية أمس الإفراج عن نحو 38 ألف سجين. جاء ذلك بعد الإعلان عن إصلاح لنظام العقوبات، من شأنه أن يفسح أماكن لعشرات الآلاف من المشتبه بهم الذين اعتُقِلوا فيما يتعلق بالانقلاب الفاشل.