فيما استقطب سوق عكاظ أكثر من 33 ألف زائرٍ في اليوم الأول من نسخته ال 10؛ دشَّن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، الأمير خالد الفيصل، أكاديمية عكاظ للشعر العربي، ووضَع حجر الأساس لمشروع «جادة المستقبل» في السوق. ولفت الأمير خالد الفيصل، خلال لقائه أمس ضيوفَ النسخة ال 10، إلى تبنِّي الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إنشاء مدينة عكاظ في الموقع الحالي للسوق. وأوضح «ما أُنشِئ على الأرض قليلٌ من كثيرٍ من مشروع مدينة عكاظ الذي يتربع على أرض بمساحة 10 كيلو في 10 كيلو»، مؤكداً وضعَ جميع ملاحظات المتداخلين من أهل الفكر والثقافة محلَّ اهتمام القائمين على السوق والجهات الأخرى المشاركة فيه وعلى رأسهم رئيس هيئة السياحة، الأمير سلطان بن سلمان. وبعد عقد أولى جلسات السوق التي ركَّزت على «الريادة المعرفية»؛ التقى أمير منطقة مكةالمكرمة الضيوف. وتحدث الأمير الفيصل عن 3 مشاريع ستكون نواة لمخطط الطائف الجديد الذي وُضِعَت دراسة كاملة لربطه بالطائف القديم وبالهدا والشفا «وضمِّها جميعاً لتكون طائف المستقبل». والمشاريع ال 3 هي واحة التقنية التي ستجاور سوق عكاظ، والمطار الجديد للطائف الذي سيتم إنشاؤه قريباً، فضلاً عن مدينة عكاظ. وأبلغ الفيصل الضيوف بقوله «الطائف الجديد وُضِعَ مخططه ليكون مدينة في حديقة، حيث سيُربَط شماله بجنوبه وشرقه بغربه»، متمنياً أن يكون سوق عكاظ ذا شخصية اعتبارية ثقافية وفكرية وحضارية وتجارية. وشكرَ الأميرُ جميع المشاركين في السوق من ضيوفٍ وغيرهم. واعتبر أنهم لم يرحلوا من بلادهم بل رحلوا من جزءٍ منها إلى جزءٍ آخر يُعدُّ وطنهم. ورداً على مداخلةٍ للكاتبة منى المالكي عن غياب المرأة في اللجان العليا للسوق؛ أجاب الفيصل بأنه لا يوجد استبعاد. فيما اقترح رئيس النادي الأدبي في جدة، الدكتور عبدالله السلمي، استحداث خيام لشعراء عكاظ بأسمائهم وخيمةٍ للأمير الفيصل باسمه. وردَّ الأمير قائلاً «حاشا لله أن أجاور النابغة الذبياني»، ما دفع الحضور إلى التصفيق. في حين طالب الدكتور إبراهيم الشتوي بإضافة الشعر النبطي إلى السوق «فهو من ثقافة المجتمع ويحظى باهتمام كالاهتمام بالفصيح». إلى ذلك؛ وضع الفيصل، وهو أيضاً رئيس اللجنة الإشرافية على السوق، حجر الأساس لمشروع «جادة المستقبل» التي تنفِّذها هيئة السياحة والتراث الوطني بمساحة تزيد عن 25 ألف متر مربع كأحد أبرز المشاريع المستقبلية لعكاظ. وحضرَ الأمير سلطان بن سلمان وضعَ حجر الأساس أمس. وثمَّن الفيصل فكرة الجادة «التي تبنى على ما كان يتيحه السوق للمشاركين فيه والزوار من فرص لعرض ما لديهم من أفكارٍ للمستقبل من الشعر والأدب والأفكار والأحكام والمنتجات والأدوات»، مقدِّماً الشكر والتقدير للأمير سلطان بن سلمان وفريق عمل الهيئة على هذا المشروع الرائد. ووفقاً لهيئة السياحة؛ سيتيح المشروع إعادة إحياء دور سوق عكاظ في تشكيل المستقبل للمواطن السعودي والمقيم والزائر، من خلال عرض أفكار ومنتجات المستقبل وتشجيع المبدعين والمفكرين على عرض منتجاتهم. وتصل الجادة في مرحلتها الأولى بين مشروع مدينة عكاظ وجادة السوق الحالية، ويشارك فيها عددٌ من الجهات الحكومية والخاصة. ومشروع مدينة عكاظ معتمد من برنامج التحول الوطني 2020م بميزانية تصل إلى 775 مليون ريال لتطوير المرحلة الأولى، منها 220 مليوناً تكاليف تقديرية لإنشاء مشاريع الهيئة العامة للسياحة والتراث و555 مليوناً للبنية التحتية. في سياقٍ متصل؛ دشَّن الأمير خالد الفيصل، مساء أمس أكاديمية عكاظ للشعر العربي، بحضور وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عادل بن زيد الطريفي، ومدير جامعة الطائف، الدكتور حسام زمان، وذلك في القاعة الكبرى بالجامعة. وأكد الفيصل، خلال مشاركته في حوارٍ مع شباب عكاظ ضمن فعاليات السوق في الجامعة، أن الأكاديمية ستعمل على الاهتمام بالشعر العربي في الوطن العربي كله، بجانب اهتمامها بطباعة دواوين شعراء عكاظ. ولفت في شأنٍ آخر إلى أن «بلادنا كانت تحتاج العون من الدول التي حولنا، والآن بفضل من الله نقدم العون لكل من حولنا، وبحمد من الله فقد نجحنا قبل وبعد النفط»، مبيِّناً «المملكة تمر بمرحلة تحول أعلنت عنها قيادة هذه البلاد للوصول إلى التقدم العلمي وعصر التقنية وريادة الأعمال إنسانًا ومكانًا», وتابع «من دواعي الافتخار والاعتزاز أن نستعيد المجد السعودي، إذ بدأنا من مرحلة الصفر والأمية، واليوم أصبحنا أعضاءً في نادي ال 20 الاقتصادي، وبلادنا في هذا العام بكلمة واحدة ودعوة واحدة دعت إلى مناورة عسكرية يشترك فيها المسلمون وشاركت فيها 40 دولة إسلامية فأسست بذلك أول اتحاد عسكري إسلامي في التاريخ». وشدد الأمير «ليس كما يقال أننا نجحنا بالنفط بل نجحنا قبله وبه وسسننجح بعده بإذن الله»، ملاحظاً أن المملكة باتت جاذبةً لكل مفكِّر عربي، ومضيفاً «هناك حملة شرسة تواجه الإنسان السعودي مواطناً ومسؤولاً، والسبب وراءها تمسكنا بالقرآن والسنة التي هي دستور المملكة منذ تأسيسها». كما جاء في كلمته خلال الحوار «اختلط الحابل بالنابل وعمت الفوضى في العالم، وبلادنا والله الحمد ترفل بالأمن والاستقرار وتقدم العون للجميع، واليوم يتحقق يتحقق حلم الآباء والأجداد، ذلك الحلم العميق جداً؛ أن يكون الإنسان السعودي قدوةً للعالم بأسره، فماذا أنتم فاعلون؟ أنا أجيب على ذلك: ارفع رأسك أنت سعودي». إلى ذلك؛ أظهر إحصاءٌ استقبال سوق عكاظ أكثر من 33 ألف زائر وزائرة في يومه الأول. ولاحظ مدير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الطائف، عبدالله السواط، تزامُن السوق مع موسم الصيف السياحي، ما يمثِّل إضافةً قويةً للموسم تزيد من حجم الإقبال خصوصاً من جانب النخب الثقافية «وهذا كله سيزيد من حجم الاقتصاد السياحي للمحافظة». وتوقَّع السواط وصول عدد زوار السوق هذا العام، في ظل الاستعدادات الجيدة، إلى أكثر من 300 ألف زائر.