أصبح هوس السفر والتفكير به يشغل بال بعضهم، هذا إذا لم يكن الغالبية، حيث إن هناك فترة طويلة متبقية على بدء الدراسة للعام الجديد، في هذه الفترة تبدأ «مناحة» العائلة والضغط النفسي على الأب رغبة في السفر بحجة «تغيير جو»، ولكن العجيب أن لذة السفر أصبحت تكمن في خارج المملكة، إما في دول الخليج أو الأوروبية أو الآسيوية. عندها تبدأ قصة القرض أو أن العائلة لديها مبلغ قد ادخرته وحان الوقت لصرفه من أجل رضا الزوجة والأبناء، وهناك قسم آخر يحب ان يسافر داخل المملكة ويصرف على قدر راتبه، لكن نسبة المسافرين لخارج المملكة مرتفعة حيث تصل تقريبا 60 % كما ذكرت الإحصاءات، والسبب هو البحث عن السياحة الفعلية التي فعلا «تغير جو» سواء بالطبيعة الخلابة أو بالمهرجانات المبهرة أو من خلال الأماكن التي لا يوجد مثلها في بلادنا، نحن نرى هيئة السياحة تهتم بالسياحة الداخلية، لكن الموظفين الذين هم تحت إدارتهم في كافة مناطق المملكة، هم المقصرون في تأسيس بنية تحتية للسياحة المحلية، فمثلا أبها جمالها في برودة جوها لكنها تفتقر إلى أمور كثيرة، أولها النظافة ثم المهرجانات غير المتنوعة التي يعمل بها أشخاص هواة وغير متمكنين كما نراه «مسرحا ومسابقات جرى عليها الزمن وأطفالا يسألونهم طوال الوقت: هل عندك أنشودة؟» بمعنى مهرجان لعب على العقول. وطوال العام الألعاب مغلقة والأماكن الترفيهية جامدة الحياة فيها ومجرد أن يدخل فصل الصيف يبدأ بالعمل على تنظيف تلك الألعاب البالية، ويبدأ استخراج مبالغ السنة كلها في الصيف «بتدبيل» السعر لتكون خيالية، وفي الأخير لا تجد الخدمة المطلوبة أو المميزة، بل لا ترى إلا كل شيء قديم و»مصدي». نحتاج إلى جذب الدول للمملكة من خلال البدء ببنية تحتية سياحية مميزة ومختلفة حتى ترتفع نسبة السياحة لدينا، نحتاج إلى العمل بإخلاص وحب لوطننا، الشعب أصبح يرى ويقارن ما يتم بذله في الدول الأخرى من أجل السياحة وما يفعله المستثمر الجشع في بلادنا، بإفراغ السياحة من كل مقوماتها التي ما زلنا نفتقد لأبجدياتها.