أقرَّت فرنسا أمس ب «إخفاقٍ» في عمل القضاء بعدما قُتِلَ كاهنٌ ذبحاً في اعتداءٍ إرهابي، في وقتٍ تواجه الحكومة الاشتراكية اتهاماتٍ بالتساهل حيال هجماتٍ غير مسبوقةٍ في البلاد. ورأى رئيس الوزراء، مانويل فالس، في مقابلةٍ أجرتها معه صحيفة «لوموند» أن قرار القضاء المعني بمكافحة الإرهاب- الذي أكده قرارٌ تمييزي- بالإفراج في مارس عن أحد منفذي الاعتداء على الكاهن كان إخفاقاً، مشدداً «علينا الإقرار ذلك». ورأى فالس أن «ذلك يجب أن يحمل القضاة على اعتماد مقاربة مختلفة تتناول كل ملف على حدة وتأخذ في الاعتبار الوسائل المتقدمة التي يعتمدها الجهاديون لإخفاء نواياهم». لكنه رفض في الوقت نفسه تجاهل التوازن بين السلطات، وابتعد عن تحميل القضاة مسؤولية العمل الإرهابي قبل أسبوع ضد كنيسة سانت إتيان دو روفريه (شمال غرب). وكان أحد منفذي الاعتداء، وهو فرنسي في ال19 يُدعى عادل كرميش، أودِع السجن 10 أشهر تقريباً في انتظار محاكمته بتهمة محاولة التوجه مرتين إلى سوريا العام الماضي. لكنه خرج من السجن في مارس ووُضِع قيد الإقامة الجبرية مع سوار إلكتروني. واستأنف الادعاء قرار المحكمة إخلاء السبيل المشروط، لكن بدون جدوى. وأثارت هذه المعلومات استنكار اليمين واليمين المتطرف حيث ارتفعت عدة أصوات للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء فضلاً عن وزير الداخلية، برنار كازنوف. وتساءل فالس «هل بذلنا كل ما في وسعنا؟ هل أدركنا الظاهرة؟»، متابعاً «جوابي هو نعم». وكانت حكومته رفضت بعد مذبحة نيس، التي أوقعت 84 قتيلاً قبل أسبوعين، الإقرار بأي ثغرة في التدابير رغم انتقاداتٍ حادةٍ من جانب اليمين. إلا أنها اعترفت، وفي رد فعلٍ متباين، بوجود «إخفاق» في تجنب الهجوم على الكنيسة الذي وقع الثلاثاء الماضي وأسفر عن ذبح كاهن في ال 86. والمنفذ الثاني للهجوم، وهو فرنسي يُدعى عبدالملك بوتيجان، كان مدرجاً على لائحة التطرف منذ ال 29 من يونيو الماضي لمحاولته التوجه إلى سوريا مروراً بتركيا. ويظهر بوتيجان في تسجيلٍ مصوَّر بثَّه تنظيم «داعش» الإرهابي وهو يوجِّه تهديداتٍ إلى باريس. وفي إطار التحقيق بشأن مهاجمة الكنيسة؛ أوقفت السلطات احترازياً طالبَ لجوءٍ سورياً كان يقيم في مركزٍ لاستقبال اللاجئين، حسبما أفاد مصدر مطلع. ولا يزال شخصان آخران موقوفين، فيما أُفرِج عن اثنين آخرين. وأثار قتل الكاهن في جريمةٍ غير مسبوقة صدمةً بين كاثوليك فرنسا. وكانت الشرطة قتلت المنفذين الاثنين وأنهت احتجازهما للرهائن داخل الكنيسة، فيما وصف هولاند الحادث بجريمة إرهابية دنيئة.