بعد أسبوعٍ من تصويته ضد صفقة شركة «بوينغ» للطائرات مع الحكومة الإيرانية؛ أقرَّ مجلس النواب الأمريكي أمس الأول تشريعاً يحول دون شراء «الماء الثقيل» من طهران. وجاء تصويت الأربعاء تحدياً لتهديد الرئيس، باراك أوباما، باستخدام حق النقض «الفيتو» بعد عامٍ من الإعلان عن الاتفاق النووي. وأقرَّ «النواب» التشريع بأغلبية 249 صوتاً مقابل 176. وكان أغلب المؤيدين تقريباً من الجمهوريين الذين يملكون أغلبية المقاعد في المجلس. و»الماء الثقيل» هو أحد النواتج الثانوية غير المشعَّة لتصنيع الأسلحة النووية وإنتاج الطاقة النووية. وعارَض كل الأعضاء الجمهوريين في الكونجرس وعددٌ قليلٌ من الأعضاء الديمقراطيين الاتفاق النووي الذي أُبرِمَ في 14 يوليو 2015 بين طهران ودول مجموعة (5 +1). ووافقت طهران بمقتضى الاتفاق على تقليص برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية. كانت إدارة أوباما أعلنت في أبريل الماضي أن الولاياتالمتحدة ستشتري ما قيمته 8.6 مليون دولار من الماء الثقيل من إيران ما أغضب الجمهوريين الذين وصفوا عملية الشراء المقترحة ب «مساعدة للبرنامج النووي الإيراني». وهدد البيت الأبيض، الإثنين الماضي، باستخدام «الفيتو» ضد مشروع القانون الذي أُقِرَّ أمس الأول ومشروعين آخرين من المقرر أن ينظر فيهما مجلس النواب خلال الأيام المقبلة. وكان المجلس صادق قبل نحو أسبوع على مشروع قانونٍ يمنع بيع الطائرات للسلطات الإيرانية، في خطوةٍ من شأنها تقويض اتفاقٍ أبرمته «بوينغ» الأمريكية مع طهران بقيمة 25 مليار دولار. ونصَّ تعديلان على مسوَّدة قانون المخصَّصات، تقدم بهما النائب الجمهوري عن ولاية إيلينوي بيتر روسكام، على حظر بيع الطائرات إلى إيران من شركة «بوينغ» الأمريكية ومنافستها الأوروبية «إيرباص»، بسبب مخاوف من استخدامها لأغراض عسكرية. وحظَر أحد التعديلين على «مكتب ضبط الأصول الأجنبية» الأمريكي استخدام أي أموال لمنح التراخيص اللازمة للسماح ببيع هذه الطائرات. بينما حظر التعديل الثاني منح أي مؤسسات مالية أمريكية قروضاً لشراء طائرات يمكن تعديلها بحيث تصبح صالحة للاستخدام العسكري. وأتي ذلك بعد أسابيع من تأكيد «بوينغ» وطهران التوقيع على اتفاقٍ مبدئي لبيع طائرات ركاب في صفقة بلغت قيمتها 25 مليار دولار.