أسفر قصفٌ صاروخي شنَّه المتمردون الحوثيون أمس، على مأرب عن مقتل 7 أطفال وإصابة 25 مدنياً، فيما ردَّت قوات الشرعية على هجومٍ للانقلابيين في الجوف. واندلعت معاركُ في غربيّ تعز، فيما اعتبر رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي، أن أي سلامٍ يتماهى مع الانقلاب لن يكون سوى حقنة مخدَّرة. وأعلنت مصادر أمنية وطبية في مدينة مأرب (شرق صنعاء) مقتل 7 أطفال جرَّاء قصفٍ بصواريخ الكاتيوشا شنَّه الحوثيون. وأبلغ نائب مدير جهاز الأمن في المنطقة، عبدالغني الشعلان، عن سقوط 3 صواريخ كاتيوشا على حي الزراعة السكني في المدينة بعد ظهر الثلاثاء، مبيِّناً أن الانقلابيين أطلقوها من جبل هيلان على بُعد 15 كيلومتراً إلى الغرب. وسقط أحد الصواريخ في ساحةٍ حيث كان أطفالٌ يلعبون، ما أسفر عن مقتل 7 منهم. في حين أصيب 25 مدنياً بينهم نساء وأطفال جرَّاء سقوط صاروخين على منزلٍ وواجهةٍ لأحد المتاجر. وأكد مدير المستشفى العام في المدينة، صالح الشدادي، حصيلة الضحايا. وتسيطر قوات الشرعية على مدينة مأرب والقسم الأكبر من المحافظة التي تحمل الاسم نفسه. في حين يحتل المتمردون مناطق شماليّ وغربيّ هذه المحافظة النفطية. شمالاً؛ اندلعت معارك عنيفة بين قوات الشرعية والانقلابيين في منطقة الهيجة التابعة لمديرية المصلوب في محافظة الجوف شماليّ اليمن. وأفاد مصدرٌ ميداني بردِّ قوات الشرعية على هجومٍ استهدفَها بشنِّ آخرٍ مضاد على مواقع ميليشيات عبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح الذين انسحبوا من مواقعهم. وشرح المصدر، في تصريحٍ لموقع «المصدر أونلاين» اليمني، أن الهجمات المكثفة التي شنها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية أتت رداً على هجومٍ من الميليشيات استهدف موقع الغرفة العسكري. وذكر أحد شهود العيان الذي يقطن في منطقة ملاحا غربيّ المصلوب أن نحو 35 مسلحاً حوثياً شوهدوا بأسلحتهم الشخصية وهم يفرّون من المواقع التي شهدت قتالاً. وفي الجبهة نفسها؛ أعلن المركز الإعلامي ل «مقاومة الجوف» أن قيادياً ميدانياً حوثياً يُدعَى علي حسن بن نسعة قُتِل في مديرية المتون بعد اندلاع معارك محدودة. وعلى جبهة أخرى؛ احتدم قتالٌ بين قوات الشرعية والانقلابيين غربيّ مدينة تعز الواقعة غربيّ البلاد. ونقل «المصدر أونلاين» عن مصدرٍ ميداني قوله «المعارك تجددت في وادي الزنوج ومحيط معسكر الدفاع الجوي» و»الحوثيون يشنون قصفاً مكثفاً بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا على مواقع المقاومة». وبدا القتال مرتبطاً باستمرار المتمردين في خرق وقف إطلاق النار. وكان قصفٌ صاروخي شنَّته الميليشيات المتمردة مساء أمس الأول استهدف أحياء سكنية ومواقع للمقاومة في المدينة وأسفر عن مقتل شخصين وإصابة 9 آخرين بجروح. وأكد مصدر طبي مقتل مدني وفرد في المقاومة، بينما أُصيب 7 مقاومِين ومدنيين اثنين. في غضون ذلك؛ شدَّد الرئيس، عبدربه منصور هادي، على أن أي سلامٍ مستدام وآمنٍ يجب أن يقضي على الانقلاب بوصفِ الأخير كارثة الكوارث ورأس الدواء، مؤكداً «كل سلام يتغاضى عنه (الانقلاب) أو يتماهى معه أو يبرر له أو يتجاوزه لن يكون سوى حقنة مخدرة ينتهي مفعولها قبل أن يبدأ لنعود مرة أخرى إلى نفس المعاناة والمأساة. وعدَّ الرئيس المشروع الذي تحمله عصابات الانقلاب وميليشيات القتل مشروعاً تدميرياً «لا يهدف إلا إلى إعادة شعبنا الأبيّ إلى عهود الذل والاستبداد، وليس لديه غير الدمار والفوضى والخراب». ولفت، في خطابٍ مساء أمس بمناسبة عيد الفطر، إلى إبداء مواطنيه تصميماً كبيراً على إزالة الإنقلاب وإنهائه «وتلك هي طريقته للسلام الصحيح العادل والدائم ولا طريق سواها ولن يكون». وأوضح هادي أن مواطنيه لا يمكن أن ينسوا الدور المحوري والأساسي للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات وبقية أعضائه في رسم لوحة التكاتف العربي من أجل قضية عادلة. ولاحظ أن ذكرى عيد الفطر تتزامن مع ذكرى تحرير مدينة عدن (جنوب) من قبضة الميليشيات المجرمة والعصابات المنفلتة التي اعتدت على شرعية الدولة، واصفاً الانتصار في عدن بأنه كان عملاً عظيماً نتج عن تضحيات اليمنيين. في السياق نفسه؛ أشار نائب الرئيس، الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر، إلى قناعةٍ رسخت لدى اليمنيين ومفادُها أن «من كان سبباً في الخراب والدمار لا يمكن أبداً أن يكون جزءاً من صناعة السلام ما لم تُحيَّد قوته ويُساق الجناة منه إلى أروقة القانون والعدالة». وأكد «حينها فقط يمكن أن يتحقق السلام الذي ننشده وتترسخ مبادئ الدولة وقيمها الوطنية الكبيرة التي نطمح في الوصول إليها». ورأى الفريق الأحمر في رسالةٍ بعثها إلى الرئيس هادي أنه مهما طال الزمن أو قصُر فإن الانتصار دوماً سيكون للوطن والجمهورية والدولة الاتحادية «فوق كل رغبات الدمار ومشاريع الموت وهفوات الأشخاص وأخطائهم».