أفادت مصادر بوقوع معارك عنيفة بين قوات الشرعية والانقلابيين في منطقة خب الشغف في محافظة الجوف شمالي اليمن، فيما واصلت جماعة الحوثي انتهاج سياسة تفجير المنازل. وذكر الموقع الإخباري اليمني «المصدر أونلاين»، نقلاً عن مصدرٍ عسكري، أن معارك اندلعت ظهر أمس في خب الشغف بعدما هاجمت ميليشيات «عبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح» مواقع تابعة للمقاومة في لواء النصر. وأكد الموقع سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات دون نشر حصيلةٍ محدَّدة. ووفقاً للمصدر العسكري؛ بدأ هجوم الانقلابيين باستهداف موقع ضبع التابع لجبهة صبرين شمالي خب الشغف. لكن قوات الشرعية تصدت لهم وسيطرت على آلية عسكرية. في سياقٍ متصل؛ فجَّر عناصر من الميليشيات مساء أمس الأول منزلاً لأحد المدنيين في حارة الجحملية العليا شرقي المدينة. ونشر موقع «المشهد اليمني» الإخباري صورةً للمنزل بعد تدميره. ونقل الموقع عن مصدر محلي قوله «الميليشيات فجرت منزل المواطن قائد الشريف في حارة الجحملية العليا بجوار مدرسة عقبة بن نافع». وأبان المصدر «هذا هو المنزل ال 7 الذي تفجِّره الميليشيات في المنطقة منذ سريان الهدنة في ال 10 من إبريل الماضي». ويعمد الحوثيون منذ انقلابهم إلى تفجير منازل في المناطق التي يحتلونها كنوعٍ من التنكيل بخصومهم. إلى ذلك؛ نفَّذ صحفيون محافظة حجة «شمال» وقفة احتجاجية أمس تضامناً مع زملائهم المحتجزين داخل السجون الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين. واعتبر المحتجون زملاءهم في عداد المختطَفين. ونُظِّمت الوقفة في منطقة جمرك حرض في إطار حملةٍ دوليةٍ تحت شعار «أنقذوا الصحفيين اليمنيين» بالتعاون مع مراكز إعلامية يمنية ومنظمات حقوقية ومبادرات شبابية. وتدعو الحملة، التي تجري بالتنسيق مع نقابة الصحفيين اليمنيين، إلى إطلاق سراح 14 صحفيّاً تختطفهم الجماعة الانقلابية منذ عام. ورفع المحتجون لافتةً تحمل صور الصحفيين ال 14 وشعاراتٍ تدعو إلى محاكمة منتهكي الحريات الصحفية، فيما طالبوا الأممالمتحدة بأداء دور فاعل والضغط على الميليشيات لإطلاق سراح زملائهم. واتهم مدير المركز الإعلامي في حرض وميدي، بشير البكالي، الحوثيين بممارسة الإرهاب بحق الصحفيين، داعياً الأممالمتحدة ومبعوثها إلى اليمن إلى الضغط للإفراج السريع عن المختطفين. وكان 10 من الصحفيين المحتجزين بدأوا في ال 9 من مايو الماضي إضراباً عن الطعام، ونُقِلَوا بعدها بأسبوعين إلى جهةٍ مجهولةٍ، إذ لم تتمكن عائلاتهم من زيارتهم منذ ذلك الحين. سياسيّاً؛ شدد رئيس الحكومة الشرعية، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، على ضرورة إلحاق الهزيمة بالانقلاب وتطهير كافة أراضي البلاد، معتبراً أن «الدفاع بدأ في عدن (جنوب) وسينتهي في مران (شمال)». ولاحظ رئيس الحكومة، في لقاءٍ أمس الأول في عدن بمناسبة مرور عامٍ على تحريرها من الميليشيات، أن العدو المثمثِّل في الانقلابيين ما يزال يتربص بأمن واستقرار المنطقة «لذلك فالأمر يتطلب الوقوف إلى جانب السلطة الشرعية مُمثَّلةً في الرئيس عبدربه منصور هادي». وربط ابن دغر بين تحقيق الاستقرار الفعلي في البلاد وعودة الميليشيات إلى رشدها واحترامها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني فضلاً عن تسليم السلاح والذهاب بنية صادقة إلى اتفاق سلام. وأكد «لن نسمح بوجود حزب الله ثانٍ في اليمن ليهدد الأمن والاستقرار في المنطقة»، متهماً إيران بالوقوف وراء أي صراع «فهي من دعمت الحوثي والتمرد ويجب عليها الكف عن التدخلات في شؤوننا الداخلية ووقف ضخ الصراعات والأحقاد إلى مجتمعنا المسالم المتسامح». وأثنى ابن دغر، في كلمته أمام قيادات عسكرية وأمنية ومقاوِمة، على دور قوات التحالف العربي في دعم مواطنيه. وأشاد بما قدمته المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده وولي ولي العهد، كما أشاد بدور الإمارات العربية المتحدة وباقي دول مجلس التعاون الخليجي. وأشار ابن دغر إلى عمل حكومته بقدر استطاعتها على حل المشكلات الخدمية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة «وعلى وجه الخصوص تشغيل محطات الكهرباء المتهالكة وتوفير المشتقات النفطية»، مُبيِّناً «الدعم العربي في هذا المجال قادم خلال الأيام القليلة المقبلة مما يخفف وطأة هذا الصيف على مواطني عدن والمحافظات المجاورة ويوفر طاقة كافية لهم». فيما تحدث قائد محور العند، اللواء فضل الردفاني، خلال اللقاء عن جاهزية قوات الجيش الوطني. وقال «القوات لن تدَّخر أي تضحيةٍ في الدفاع عن الوطن والشرعية رغم الظروف الصعبة التي تواجهها»، مطالباً الحكومة برعاية أسر الشهداء والاهتمام بالجرحى وتوفير الدعم اللوجيستي على كافة المستويات.