كشف مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ الأمير خالد الفيصل، عن إنشاء مدينة كاملة استثمارية لسوق عكاظ، وسيعلن عن ذلك من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث، لافتاً الانتباه إلى أن أجهزة الدولة تعد دراسات متكاملة للسوق. جاء ذلك خلال حديثه في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مكتبه بجدة، أمس، عقب تكريم الجهات المشاركة في دعم سوق عكاظ، وحفل إعلان أسماء الفائزين بجوائز السوق في دورته العاشرة. وسمّى الأمير خالد الفيصل الفائز بجائزة شاعر سوق عكاظ، التي حصدها هذا العام محمد محمود العزام من الأردن، فيما حصل على جائزة شاعر شباب عكاظ الشاعر السعودي خليف بن غالب الشمري، ونال جائزة الرواية التي تم استحداثها في الدورة الحالية الروائي السعودي مقبول موسى العلوي عن رواية «البدوي الصغير»، وحصل على جائزة لوحة وقصيدة عبدالرحمن خضر الغامدي «المركز الأول»، ومحمد علي الشهري «المركز الثاني»، وسعيد الهلال الزهراني «المركز الثالث». وحصد المركز الأول في جائزة الخط العربي عبدالباقي أبو بكر من ماليزيا، ومحفوظ ذنون يوسف عراقي الجنسية ثانياً، فيما حل ثالثاً يحيى محمد فلاتة من نيجيريا، ونال جائزة التصوير الضوئي عبدالرحمن إبراهيم الماجد من البحرين، وظافر مشبب الشهري من السعودية، وقاسم محمد الفارسي «سعودي الجنسية»، وأخيراً حصل على جائزة رائد أعمال عكاظ المستحدثة للمرة الأولى في الدورة العاشرة لؤي محمد نسيب من السعودية، فيما حصد جائزة مبتكر عكاظ محمد باسلامة. وأكد على الدور الرائد والدعم المتواصل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للثقافة في منطقة مكةالمكرمة خاصة ومناطق المملكة عامة، ورعايته سوق عكاظ ليُقدّم على أنه مركز حضاري سعودي عربي إسلامي عالمي، منوهاً بأن السوق لن يبقى سجين الماضي بل يحول إلى واقع الحاضر واستشراف المستقبل، وسيقدم فكر وثقافة هذه البلاد للعالم أجمع. وأشار إلى أن سوق عكاظ يتحدث عن التاريخ العريق للثقافة والفكر والحضارة للأمة العربية التي انطلقت من هذه البلاد إلى جانب أنه سيكون نافذة للمستقبل، لكي لا يبقى إنسان هذه البلاد مقلداً أو ناقلاً أو تابعاً وإنما مفكراً ومبدعاً يقود ولا يقاد يشارك ولا يتبع. وقال «لم يتم استدعاء سوق عكاظ من الماضي بعد فترة طويلة ليكون سجيناً للماضي، بل جاء ذلك لتحويل ماضي السوق إلى واقع الحاضر واستشراف المستقبل، وأن يقدم فكر وثقافة المملكة العربية السعودية للعالم أجمع، وأن يتحدث عن التاريخ العريق للثقافة والفكر والحضارة العربية والإسلامية التي انبثقت من الجزيرة العربية، وأن يكون السوق نافذة على المستقبل يطلع من خلالها المواطن السعودي خصوصاً الشباب والفتيات إلى ما يخطط لمستقبل هذا العالم ومستقبل الإنسان على الكرة الأرضية». وأضاف الأمير خالد الفيصل «نريد أن نكون مشاركين في صنع الحدث، ومشاركين في استشراف المستقبل، ومشاركين في إعمار هذا العالم، فلم يعد لائقاً بإنسان هذه البلاد أن يبقى مقلداً أو ناقلاً أو تابعاً، نريد له أن يكون رائداً وخلاقاً ومفكراً ومبدعاً يقود ولا يقاد يشارك ولا يتبع، وهذا ما يجب أن يكون عليه واقع هذه البلاد وجميع خطط هذه البلاد». وأشار إلى أن عدد المشاركين في جوائز هذا العام بلغ 558 مشاركاً من 20 دولة، ليصبح مجموع المشاركات في مسابقات السوق منذ إحيائه 3500 متسابق ومتسابقة، وارتفعت قيمة الجوائز إلى مليون وسبعمائة ألف ريال، مؤكداً أن المثقفين هم من أشرفوا وسيشرفون على جميع برامج سوق عكاظ في دورته المقبلة في ذي القعدة المقبل. ووصف الأمير خالد الفيصل سوق عكاظ بأنه كنز إن أحسن استثماره تجاريّاً وماليّاً وثقافيّاً، وهو رمز للإسلام والمسلمين والعرب والعروبة والسعودية مكانة ودولة، وتابع «سوق عكاظ ليس قصيدة أو محاضرة فقط، بل هو رمز فكري ثقافي تجاري، فهو يصنع فكراً وثقافة، فمع التراث جعلنا واقع الحاضر واستشراف المستقبل». وأوضح أنه تم تشكيل لجنة لتطوير برامج سوق عكاظ، وعقدت عدة ورش عمل حضرها 53 مثقفاً وأكاديميّاً لتطوير البرنامج الثقافي والجوائز والأمسيات الشعرية، لافتاً الانتباه إلى أن ذلك العمل نتج عنه استحداث جائزة للرواية قيمتها 100 ألف وهي واحدة من ثلاث جوائز للسرد تقدم كل عام بالتناوب، تبدأ هذا العام بالرواية ثم القصة القصيرة في العام المقبل، وأخيراً السيرة الذاتية في الدورة الثانية عشرة. وجدّد الأمير خالد الفيصل التأكيد على أن سوق عكاظ استحضار للماضي ومحاكاة للحاضر واستشراف للمستقبل، ومن هذا المنطلق ركّز العمل خلال السنوات الثلاث الماضية على قضايا الشباب، ما نتج عنه استحداث عكاظ المستقبل الذي يضم ملتقى الإبداع ومعرض عكاظ والجوائز المعرفية، منوهاً بأن الدورة العاشرة ستشهد افتتاح معرض عكاظ المستقبل الذي يعمل على إعطاء صور حيَّة للريادة المعرفيَّة والابتكارات الحاليَّة، والتأثير على تطلعات أبناء الوطن، وكذلك التعليم التطبيقي للعلوم والتقنية، ويضم المعرض عدة أقسام تشمل الاختراعات والابتكارات، وشركات ناشئة للرياديين وابتكارات المبتكرين وتقنيات ستغير العالم في المستقبل، وورش عمل تطبيقية ومسابقة تنافسية ل 100 موهوب وموهوبة لبناء النماذج الأولية. وأبان أن السوق سيشهد هذا العام استحداث جائزتين ل «ريادة الأعمال» والابتكار وتضاهي قيمتهما المعنوية والمالية جائزة شاعر عكاظ، وتقدر قيمتها ب 300 ألف ريال، مشيراً إلى أن جائزة ريادة الأعمال ترمي لتكريم رواد الأعمال والمبتكرين الذين بادروا بتأسيس شركات ناشئة، وأسهموا في إيجاد حلول إبداعية للمشكلات التي يواجهها المجتمع. وأضاف أنه تم تأسيس مفهوم صناعة ريادة الأعمال المعرفيَّة عبر ملتقى الريادة المعرفيَّة الذي يكرِّم ويحتفي برواد الأعمال والمبتكرين عبر جوائز عكاظ المعرفيَّة، ويبني مجتمع المعرفة عبر معرض عكاظ المستقبل، لافتاً إلى أن عكاظ المستقبل يحتفي بصناع القرار من الشباب من أجل صناعة ريادة الأعمال المعرفيَّة، وبرواد الأعمال والمبتكرين، ومعرض عكاظ المستقبل الذي يمثل ملتقى الإبداع والمبدعين، فيما تم استحداث برنامج عكاظ المستقبل «ملتقى الإبداع» الذي يركز على شريحة الشباب، ويهدف إلى تحديد موقعنا من الابتكارات والإبداعات المعرفية، وبحث احتياجات جيل الشباب من المبتكرين ورواد الأعمال المعرفيين. وكانت اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ اعتمدت في اجتماعها، أمس، منح جوائز سوق عكاظ في نسخته التاسعة، بحضور رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، ووزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، وأمين اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ مستشار أمير منطقة مكةالمكرمة الدكتور سعد مارق، والمشرف على مكتب وزير الثقافة والإعلام المستشار أحمد الصمعاني، فيما سيتم تتويج الفائزين جميعاً في حفل الافتتاح الرسمي للسوق.