قبل عشر سنوات من الآن كانت هناك عادات آمن بها كثيرون واعتقدوا أنها لا تتغير، والآن تغيرت وعلى الأرجح أنها تركت مجتمعاتنا ومضت، فاعتقدوا أنهم خالفوا الأخلاق وأن المجتمع انحدر وبات سيئاً إلا أني أعتقد خلاف ذلك، بل إنه أمر فوق الجيد أن يتحرر الإنسان من عادات طائلة، وأعراف كالعبودية. من المهم أن يبقى المرء كما هو، ولا يحاول أن يشبه أحداَ، لا بأفكاره ولا معتقداته، لا بميوله ولا انحيازه، فجميع مقاعد الحياة قد امتلأت وإلا فعليك أن تجلس في حضن أحدهم! وقد تجلس تحت أقدام أحد ما، كمتسول يطلب فكرة أو نصف عقل، فالإيمان الكلي بشيء ما أو شخص ما ليست إلا مرادف آخر للجهل، إن العقل يتطلب التفكير الدائم والمستمر، والتفكير الحر بعيداً عن أفكار المجتمعات أو الأشخاص أو ذوي السلطة، وبعيداً كل البعد عن مجموعة العوامل الاجتماعية والنفسية والعاطفية التي ليس لها أي علاقة بالمنطق والواقع. في البداية غالباً ما تكون الأفكار الجديدة مدعاة للسخرية والخطأ، وبالعادة تتم معارضتها، ليس لشيء سوى أنها ليست شائعة ولم تألف بعد، ذلك لا يعني أنها خاطئة ولا يعني أن تكون صائبة على الدوام، لكنها تعطيك شرف الحرية، والتفكير الخاص بعيداً عن العبودية.