نشرت إحدى الصحف الإلكترونية قبل أسابيع خبرا عن عروس وهي بفستان فرحها كانت قد أرادت الدخول إلى المسجد الحرام، إلا أنها منعت من الدخول من قبل الجهات المختصة، كما تداولت صورة العروس وهي تقف بجوار إحدى البوابات على نطاق واسع في بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي يعتقد أنها من إحدى الجنسيات العربية، وعليه.. فلن أدخل في النيات لأن النية محلها القلب، ولا يعلم بها إلا المولى سبحانه وتعالى، ولكن سأكتفي فقط بنقل تعليق جذبتني حول ما فعلته تلك العروس من الظاهر، وهو أن ذلك لم يكن إلا في محل الهياط، الذي يعتبر من نوع آخر من حيث طريقته التي قد اختلفت كليا عن بقية الهياطات الأخرى التي قد عرفناها من قبل، لتصبح هذه الطريقة واحدة من أغرب وأندر طرق الهياط، كما أنها لم تخطر على البال أو سبق أن فكر بها أحد من قبل، مما جعلها مساءة لفهم مستخرج عن بعض من قاموا بتعريف الهياط بشكله الصحيح، الذي جاء على أنه خلق إنساني فطري ولا يختص به العرب وحدهم، وما ينفي الهياط والمهايطة ويهذب الخلق الإنساني هو الإسلام والتمسك به، فنجد أن الإسلام يأمر بالتواضع ولين الجانب وغيرها من مكارم الأخلاق، كما ينهى عن الإسراف وعن التفاخر والكبر، وعن ذم الآخر واحتقار الغير، ويأمر بالإحسان وبفعل الخير وبالصدقة السرية ومساعدة المحتاج دون أي رياء أو نفاق.. إلخ، وذلك ابتغاء وجه الله تعالى من أجل نيل الرضا واحتساب الأجر والثواب؛ لذا نجد أن المقصود به هو أعظم معالجة للهياط، وهو إرجاع النفوس إلى الله وإلى سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الختام.. كنا قد تعرفنا بالأمس القريب على كل أنواع الهياط بكافة أشكاله وطرقه المختلفة، لنتفاجأ اليوم بظهور هذا الهياط المختلف، الذي جاءت طريقته وتفوقت بل وتميزت عن بقية الطرق من الهياطات الأخرى، وهو ما سمي اليوم ب «هياط على الطريقة الإسلامية».