إذا رأيت أسنان «سعودي» بارزة فإياك أن تتورط آثما فتحسن به الظن ذلك أنه لم يكن (مبتسما)! وحاشاه أن يجترح شيئا من مثل هذه: «الموبقات»! ذلك أن فعل التبسم لا يكاد أن يخرج في أدبيات الإنسان السعودي عن هذه الأشياء: - جنحة طيش تطال المروءة بعبثية ملامحها الماجنة؛ الأمر الذي تنخرم معه ما توافر عليه من: «رجولة»؛ فلا يصح منه إذ ذاك حديثا إن كان له راويا! وما أحسبه بالذي تقبل له شهادة. - لا تعدو أن تكون هذه «الابتسامة»: ممارسة سمجة يكتشف جراءها الآخرون حالة الضعف التي هو عليها! ثم لا تلبث ابتسامته أن تمعن في سلبه القوة التي لا يمكن أن ينذر بها إلا: (العبوس القمطرير) من الرجال الأشداء! (وليخسأ الرخوم المبتسمون). - منكر من راح يمط شفتيه بابتسامة «غنج»؛ إذ الأولى بأحدنا أن تنأى به تقواه من الالتياث بما يتوسله عادة «المحبون» إذ يتخذون من فجور ابتساماتهم ذريعة في الالتقاء خلسة بمن يعشقون! (رواها شوقي في صحيحه). - و»الابتسامة» إنما تشي بأنك: (موفور الصحة معافى لا تشكو شيئا) فتكون الابتسامة حينذاك مجلبة «للعين»، ولتعلم أن: (غلدمة البراطم) ومد البوز شبرا وشيئا من عبوس يصدقه الجبين المقطب هو: «التعويذة» من شر الحاسدين!، وفي التكشيرة ملاذ. وثمة أشياء أخرى.. أرأيت كيف نستبدل الذي هو أدنى من عادتنا وتقاليدنا بالذي هو خير مما كان عليه رسولنا: • جرير -رضي الله عنه- يقول -كما في الصحيحين-: ما حَجَبني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- منذُ أسلمتُ، ولا رآني إلا تَبَسَّم في وجهي. • ومع شدة عتابه -صلى الله عليه وسلم- للذين تخلفوا عن غزوة تبوك، يقول كعب -رضي الله عنه- بعد أن ذكر اعتذار المنافقين وحلفهم الكاذب: فَجِئْتُهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، ثُمَّ قَالَ «تَعَالَ» . فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ. • وكلنا نحفظ قوله: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) رواه الترمذي وصححه ابن حبان. نسيت.. ربما تكون «التكشيرة» خصوصية سعودية ولم أتفطن!