نقل رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، تحيات وتمنيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لأهالي جدة. وأبدى خلال زيارته لمهرجان جدة التاريخية»رمضاننا كدا 3» والمقام في المنطقة التاريخية خلال الفترة من 3 إلى 19 رمضان المبارك، إعجابه بما شاهده من التنظيم والإعداد الجيد والإقبال الجماهيري وتنوع وتميز الفعاليات المشاركة وارتباطها التاريخي بالماضي الجميل وحرص اللجنة العليا المنظمة على انتقاء الفعاليات ذات العلاقة بالتراث والقيمة الأثرية، الأمر الذي ساهم في الحصول على ردة فعل إيجابية وتحقيق نجاحات كبيرة للمهرجان عاماً بعد عام. والتقى الأمير سلطان بن سلمان، خلال الجولة بأصحاب الفعاليات وتبادل الحوار والصور التذكارية معهم في عدد من المواقع ومحلات المنتجات الحرفية والبسطات المتنوعة، كما استمع إلى شرح من البائعين، وأشاد بما رآه من حضور كثيف من الزوار وبما تحويه الفعاليات من مواقع وأحداث مختلفة، كاشفاً عن مشروع جديد هو «طريق الحج»، وتم الشروع في تنفيذه من رصف وإنارة وأجهزة إطفاء الحريق، موكداً أنه ليس الهدف من مثل هذه المشاريع عودة الأفراد إلى جدة بل الهدف هو عودة قلوب الناس إليها. وقال الأمير سلطان بن سلمان مخاطباً أعيان وأهالي وزوار جدة «شهر مبارك على الجميع، نحن اليوم نلتقي في هذا الاجتماع الجميل الذي نسعد فيه بلمّة الشمل في لقاء طيب بوجودكم جميعاً كباراً وصغاراً ومن مختلف مناطق المملكة، نحتفل بعودة جدة التاريخية، عودة قلب جدة لقلوبنا، ونحن جميعاً أهل جدة»، مؤكداً أن مشاريع ترميم البيوت والطرقات أمر مهم، ولكن الأهم هو عودة الوعي بأهمية المكان والاعتزاز بتاريخنا وتراثنا، وهو ما نعيشه الآن في جدة التاريخية من توحيد للصف ولمِّ لشمل الناس. وأضاف خلال كلمة له في مركاز أبو داوود في المنطقة التاريخية: «اليوم كنت بمعية والد الجميع خادم الحرمين الشريفين على مائدة الإفطار، وبعد الإفطار مباشرةً استسمحته بالذهاب، فقال لي، أنت مستعجل؟ فقلت له إنني أرغب بالذهاب إلى جدة التاريخية، فقال: «إذاً نعذرك للانصراف، فجدة التاريخية وأهلها لها مكانة خاصة، واستذكر مقامه الكريم الزيارة التي قام بها للمهرجان قبل عامين». وبدأت جولة الأمير سلطان بن سلمان يرافقه أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو رأس، ومدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في منطقة مكةالمكرمة محمد العمري، وعدد من المسؤولين من سوق الجمعة، وهو سوق مخصص للأسر المنتجة ورواد الأعمال في المنطقة الواقعة جنوب مسجد الجفالي المطلة على بحيرة الأربعين، ويضم نحو 300 محل، بعد ذلك انتقل إلى بيت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وبيت زينل. وتوجَّه إثر ذلك إلى منطقة الفعاليات من باب حارة الشام التي تحوي عدة فعاليات، ورباط باناجة الذي خصصته الهيئة لتدريب الشباب والفتيات على المهارات الحرفية طوال العام من خلال البرنامج الوطني للحِرف والصناعات اليدوية «بارع» مع مجموعة تركواز ماونتن التي يشرف عليها ولي عهد بريطانيا وترتبط بشراكة استراتيجية مع «بارع» لتأهيل المهرة، وتمكينهم من نقل خبراتهم لمجموعات من المهتمين وأصحاب الحرفة مما يؤهلهم لممارسة أعمالهم بجودة عالية وفتح أسواق تضمن لهم الاستفادة والاستقرار المالي. كما تجوَّل على عدة محال ودكاكين تحاكي مرحلة مهمة في تاريخ جدة القديم، يتوزع بين جنباتها أصحاب الحِرف والمهن، الذين يمارسون أعمالهم وفقاً لما كانت عليه الحياة في تلك الحقبة الزمنية، كما زار مركاز «جداويون»، ثم انتقل إلى بيت الجار. كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، عن البدء في مشروع طريق الحج، بميزانية مالية تصل إلى 70 مليون ريال. وبيّن الأمير سلطان أن المشروع يتضمن «رصف» و»إنارة» تاريخية جدة، بالإضافة إلى عمل «أنظمة حرائق» لمكافحتها في المنطقة. كما أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن «نظام الحرائق»، أظهر فاعلية كبيرة في انخفاض منسوب حوادث الحرائق في المنطقة التاريخية، وهو ما انعكس إيجابيّاً في ارتفاع وعي المجتمع في الاهتمام والمحافظة على المباني الأثرية في المنطقة على اعتبار أنها ممتلكات وطنية في المقام الأول. وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن المحافظة على الممتلكات التاريخية الأثرية، تحظى بمتابعة وحزم لا هوادة ولا مجاملة فيه، من قبل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ورئيس اللجنة العليا لمهرجان جدة التاريخية ومحافظ محافظة جدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد. كما شدد الأمير سلطان بن سلمان، في سياق حديثه «لا أحد يستطيع أن يتعدى على تلك الممتلكات، لأنها ثروة وطنية، لا تعود ملكيتها لأي جهة رسمية سواء كانت أمانة محافظة جدة، أو الهيئة العامة للسياحة». وفي سياق آخر؛ أفصح عن وجود تعاون قائم بين هيئة السياحة وأمانة محافظة جدة لترميم مباني المنطقة التاريخية في جدة، كاشفاً عن صدور تقرير مشترك من الجهتين، يحوي كافة تفاصيل عملية «ترميم المباني التاريخية». وقدَّم الأمير سلطان بن سلمان في ختام تصريحه الشكر لمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، ومحافظ جدة رئيس اللجنة العليا لمهرجان جدة التاريخية الأمير مشعل بن ماجد، وخص بالتقدير أمين جدة المهندس هاني أبو راس على اهتمامه النابع من قناعته ووعيه بما تمثله جدة التاريخية من مكانة حضارية وذاكرة للوطن، إضافة لكونها نقطة توازن حتمية في جدة تزداد الحاجة لها كلما ازدادت المباني الحديثة وتوسعت أطراف المدينة. كما قدر جهود العاملين في الأمانة، والأجهزة الأمنية التي تتمثل في شرطة محافظة جدة والدفاع المدني و المرور، وذلك لما يبذلونه من جهود كبيرة لحفظ سلامة الجميع والسهر لضمان استمتاع الجميع بأجواء آمنة.