كلما اقترب رمضان من الأبواب وجدنا حالة اختناق في المحلات التجارية من مستهلكي – مائدة رمضان – في تلك المحلات.. ومع الأسف هذا ما نراه يتكرر كل عام.. منذ منتصف شعبان حتى نهاية الثلث الأول من رمضان.. وذلك قبل الهجوم على أسواق الملابس في الثلث الأخير من الشهر!! ونرى المواطنين والمقيمين يتقاتلون على المنتجات وكأنهم في حرب داحس والغبراء ليخرجوا منها على الأقل بعشرين كيساً مُحمّلاً بأنواع الأطعمة والمعلبات، وكأن الأكل سيختفي في الأسبوع الأول من رمضان!! ثم نستقبل الإفطار بتلك المائدة التي لا نكاد نرى نهايتها من كثرة الأطباق.. نقدم عليها أخيرا بنصف شهية، ومعدة لا تكاد تتسع لطبق حساء وكوب لبن.. والحصة الأكبر من هذا الأكل يذهب لسلات القمامة.. ليأتي عامل النظافة كل صباح، يلتقط ما يجده صالحا للأكل بحسرة فقير يتمنى لقمة يوم تسد رمق جوعه.. هكذا تدار موائدنا حتى يقترب رمضان من الرحيل، ولا نشعر نحن ماذا فعلنا في تلك الأطعمة التي تكدست في حاويات القمامة اليومية.. يرحل ونحن لم نستثمر أي دقيقة فيه، وتذهب البركة الرمضانية التي كتبها الله لنا بهذا الصيام، كما ترحل معه بركة المال الذي قمنا بإلقائه في حاويات القمامة اليومية. وعزائي لأعمالنا من صوم وصلاة وتلاوة قرآن التي خصصنا لها أقل وقت ممكن، أو ذلك الوقت الذي أسميه (بدل ضائع). متى نطبق فعليا مقولة إن رمضان شهر عبادة لا شهر سباق ونزاع (من أكثر وأجمل وأطول سفرة رمضانية)؟