يتصرف الإنسان بطبيعته التي خُلق عليها وهذا هو الشأن الطبيعي، ويسعى (بعض) الأفراد في هذا الكون لصنع كارزما خاصة بأنفسهم، لأنهم لا يحبون أن يكونوا نسخاً مكررة من الآخرين أو لربما يمتلكون موهبة الإبداع. كثيراً ما نصادف فئات من البشر يمارسون حياتهم الطبيعية دون تكلف أو حتى الرسمية، وما أن يدخلوا سلك بعض الوظائف من الطبيب والمدّرس مروراً بالأستاذ الجامعي وإلى أصحاب المناصب حتى تظهر شخصية مختلفة تماماً! شخصية ترتدي الأقنعة كون المجتمع فرض طوقاً على هذه الفئات بمجموعة من التصرفات والأفعال، وأن أي خروج هو بمنزلة انسلاخ عن الذوق العام وربماً قد يُشكك أحياناً في عقليات وشهادات تلك الشخصيات! مثلاً أحد الشخصيات تتواصل باللغة العربية الفصحى حتى مع زملائه في العمل، ظناً منه أنه أستاذ جامعي، فلابد أن يكون لسانه فصيحاً بالرغم من أن تخصصه بعيد عن اللغة العربية! من بركات تويتر أنه كشف لنا العديد من هذه الفئات المزدوجة، في حين أظهر لنا فئات تمارس حياتها الطبيعية وهنا يظهر المعدن الحقيقي للإنسان الطبيعي. ليس هناك أجمل من أن يكون الإنسان كما هو فكل شيء راحل.. فالطبيب والأستاذ الجامعي سيأتي اليوم الذي يخبرونه فيه بتاريخ التقاعد وصاحب المنصب سوف يصعق بخبر إعفائه، وبالتالي فإن القناع المؤقت سوف يسقط ولن يتبقى إلا الوجه الطبيعي، الذي في حينه لا يلتفت له الآخرون، وسيبقى وحيداً يصارع أزمات تعدد الوجوه! جمال الإنسان يكمن في طبيعته البشرية العذبة الخالية من شوائب الحياة.. كونوا كما أنتم، تسعدون!