الدكتور “هانس كينج كاردينال كاثولوكي ألماني” من جيل بابا الفاتيكان الحالي بنديكوس السادس عشر، ولكن ناقد السلطات الدينية الصارمة للفاتيكان لثقافتة الدينية للكاردينال “هاني كينج” فإن للرجل ثقافة واسعة بالديانات العالمية الكبرى السماوية والوصفين في شرق آسيا، وعلاوة على ذلك فالرجل مكانة مرموقة في المجتمع الدولي فهو أحد الشخصيات العشرين العالمية التي اختارها الأمين العام السابق لأمم المتحدة “كوفي عنان” ليكونوا بمثابة حكماء العالم المعاصر”. ولقد نشر الكاردينال هانس كينج بالالمانية كتابًا كبيرًا عنوانه (لماذا مقاييس عالمية للأخلاق؟) تجلت في فصوله وصفحاته الثقافة الواسعة لهذا الكاردينال حيث عرض فيه لعشر قضايا بالغة الأهمية هي: أنه لا بقاء للبشرية بلا سلام عالمي ولا سلام عالمي بلا عدالة ولا عدالة عالمية بلا صدق وانسانية ولا سلام بين الامم بلا سلام بين الاديان ولا سلام بين الاديان بلا حوار بين الاديان -ولا توجد انسانية حقيقية بلا تعايش مبني على الشراكة وليس يمكن أن تتغير أرضنا إلى الاحسن بدون تغيير وعي للأفراد وبدون مغامرة واستعداد للتضحية لا يوجد تغيير جوهري لحالتنا وإن عولمة الاقتصاد والتكنولوجيا والاتصالات تتطلب مقاييس عالمية للأخلاق وفي الاديان الكبرى توجد مقاييس للأخلاق الصالحة لأن تكون عالمية يتفق عليها حتى التدين بهذه الاديان. ولأهمية هذا السفر الذي تميز بالعمق والشوك والهندسة الفكرية الممتازة قام الباحث ثابت عيد الذي يعيش في زيورخ بسويسرا بترجمته من الألمانية إلى العربية مع خدمة النص المترجم بتعليقات تتسم بثقافة القارئ العربي بالمعارف اللاهوتية والحضارية الغربية والشرقية حتى لقد قارب حجم التعليقات الفنية حجم الكتاب. ولقد لاحظت أن مؤلف هذا الكتاب (لماذا مقاييس عالمية للأخلاق) قد اتخذوا الكاردينال الكاثوليكي من رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم موقفًا موضوعيًا ايجابيًا عندما اعترف بنبوته وبتميزه بين الانبياء قال إن النبي محمد وإن كان جاء بعد المسيح إلا أنه لا يكن إنكار كونه نبيًا لقد كان أنجح من معظم الانبياء الآخرين وهو موقف ورأي وشهادة بالغة الاهمية وبخاصة أنها صادرة عن هذا الكاردينال الكبير زميل بابا الفاتيكان في الجيل والموطن فجاءت شهادته هذه وكأنها رد موضوعي على الافتراءات التي صدرت عن البابا بحق رسولنا صلى الله عليه وسلم.. ان الاهتمام بالقاء الاضواء على شهادات كبار اللاهوتيين الذين أنصفوا الاسلام ورسوله وحضارته فريضة شبه غائبة عن ثقافتنا العربية والاسلامية المعاصرة رغم أهمية هذه الشهادات في الرد الحاكم على هذه الافتراءات المعاصرة التي يتعرض لها الاسلام والتي اتخذت وتتخذ شكل الحرب العالمية المعلنة على الاسلام به ولذلك أهمية هذه الشهادات بالنسبة للجالية المسلمة في الغرب التي تخوض معارك الدفاع عن الاسلام والتي تنهض بفريضة الحوار مع الغرب وإلى جانب التركيز في المقدمة التي تنهض بفريضة الحوار مع الغرب حول الاسلام وإلى جانب التركيز في المقدمة التي كتبها للترجمة العربية لهذا الكتاب على ايجابياته فلقد أدرت حوارًا حول نقاط الخلاف.