في الحساب الرسمي ل «صيف الباحة 37» على «تويتر»، لفت انتباهي اعتماد بطولة للعب البلوت، هذه اللعبة التي كانت تعد في الثمانينيات من أشهر ما «يتسلَّى» به السعوديون، ويقضون أوقات فراغهم في ممارستها، لعبة الأغنياء والفقراء على حد سواء، تُلعب في القصور وعلى الأرصفة، ولا أخفيكم أنني كنت لاعباً بارعاً عندما كنت أجلس على دكة الاحتياط، نبيهاً، متحفزاً، وعندما أخوض غمارها، أنال لقب «غشيم» بامتياز، حتى إنني أتذكر مرة أنني كنت برفقة أحد أقاربي، وقد زجَّ بي حظي السيئ لأن أكون في مقابل أحد أعتى فرسان البلوت، وهذا يعني أنني وإياه في فريق واحد، ومع سرعة إيقاع اللعب، لكون الموجودين جميعهم «حرِّيفة بلوت»، لم أعد أعرف ما يناولني من خطوط البلوت، الأسود، أم الأحمر، «الهاص»، أم «الشرية»، فمنينا بهزيمة مروِّعة، جعلت زعيم البلوت هذا يقول لقريبي، وقد خرج عن طوره: «لا تحضر هذا الغشيم مرة أخرى». وقد سبَّبت لي هذه الكلمة جرحاً غائراً، ليس لأنه ظلمني، فما قاله عين الحق، ولكن لتخاذل قريبي في عدم الدفاع عني، ولو بكلمة واحدة، أو على الأقل الرفع من معنوياتي. شعرت بكراهية شديدة ل «البلوت»، وكنت ألعبها على إكراه، وأسعد اللحظات عندما أخرج مهزوماً. انحسرت هذه اللعبة مع خروج «الفضائيات»، فلم يعد الناس يمارسونها، وانتقلوا إلى عالم البث الفضائي والقنوات، ثم إلى «قنوات التواصل الاجتماعي». قبل شهرين تقريباً تناولت مصادر الأخبار نبأ فصل عدد من معلمات الباحة، يعملن في مدرسة أهلية بسبب ممارستهن لعبة البلوت في المدرسة. الخبر مريب وغريب، إذ من الصعوبة بمكان أن تحيي لعبة ميتة بين أوساط الرجال فكيف الحال مع النساء المنشغلات أساساً ب «سناب شات»، و«واتسآب»، و«إنستجرام»؟! قد تكون القصة عبارة عن «مكيدة»، وقد تكون بداية بعث لهذه اللعبة من جديد، والدليل بطولة الباحة للبلوت!